لم يأت الاجتماع الأخير بين الاتّحاد ورؤساء الأندية، وما تلاه من لقاءات جانبيّة جمعته مع اللاعبين وبعض الإداريّين، واستعانته بأمين عامّ الاتّحاد الآسيويّ لكرة السلّة هاغوب خاجيريان بأيّ جديد، لا بل أعاد عقارب الساعة إلى الوراء وأعاد الى أذهان محبّي اللعبة سيناريوهات السنوات الماضية من مشاكل وإشكالات، ضربت هذه المرّة صميمها لأنّها دقّت باب عصب اللعبة أي الناحية الماديّة والميزانيّات. وبعدما كان السؤال: كيف ستكون البطولة؟ أصبح: هل سيكون هناك بطولة؟
فقبل أن نتوقّف في شكل مطوّل مع استنتاجات هادئة لما قد تؤول إليه الأمور، لنتوقّف أوّلاً مع الأجواء الملبّدة، حيث ظهر واضحاً إصرار الأندية على اعتماد أجنبيّ ثالث مع توجّه رئيس المتّحد أحمد الصفدي إلى رئيس الاتّحاد أثناء استكشاف الأخير لتوجّه فريق المتّحد بالقول: “أنا لست فقط مع ثلاثة أجانب إنّما أيضاً مع أربعة أو خمسة على أرض الملعب. فإمّا أن تكون هناك فرصة للجميع في المنافسة، وإمّا أن نتوّج بطلاً من دون بطولة”.
ظهر الإصرار واضحاً على فريق الشانفيل، حيث أكّد رئيسه إيلي فرحات خلال هذا الاجتماع “الانسحاب من البطولة في حال اعتماد أجنبيّين”. الأمر الذي أزعج رئيس الاتّحاد، الذي اعتبر أنّه “نوع من الضغط على اتّحاد اللعبة”. كذلك، ربط رئيس نادي بيبلوس جان مارك خالد مشاركة فريقي بيبلوس وعمشيت بقرار الاتّحاد في إيجاد صيغة تخلق منافسة.
أمّا المفاجأة فجاءت من أمين عام الاتّحاد غسان فارس الذي أكّد في شكل واضح أنّه “يمثّل اليوم نادي المركزيّة جونية (الصاعد إلى الدرجة الأولى) وأنّه والمؤتمنين على الفريق لن يقبلوا بأن يخوضوا غمار بطولة الدرجة الأولى بلاعبين أجنبيّين حرصاً على هيبة النادي”. هذا، وإذا أضفنا إلى هذه الأندية ناديي التضامن والهوبس، تكون النتيجة أنّ بطولة بلاعبين أجنبيّين ستكون بطولة عرجاء قوامها أربعة أو خمسة أندية على أعلى تقدير.
فما هو الحلّ؟
الأكيد أنّ الحلّ لن يكون سهلاً ولا قريباً، لأنّ توجّه الاتّحاد في شخص رئيسه والفريق الذي يمثّل، كما الرياضي بطل لبنان واللاعبين هو رفض طرح الأجانب الثلاثة، لذا قد يكون الحّل الوحيد (وهذا ما قد يعمل عليه رئيس الاتّحاد) على الطريقة اللبنانية، أي السماح للأندية التي احتلّت المراكز الأربعة الأخيرة في البطولة باعتماد أجنبيّ ثالث (شرط أن يكون لاعباً عربيّاً) والسماح للأندية الأخرى بلاعب أجنبيّ ثالث إنّما ليس على أرض الملعب، أي تقوية rotation الفريق من دون المسّ بالتشكيلة داخل الملعب.
كلّ هذه السيناريوهات تبدو أنّها قد تكون جرعة تخدير للمشكلة الحقيقيّة، وهي أنّ أكثريّة الأندية تعاني من مشاكل ماديّة وعدم قدرة تأمين ميزانيّات خاصّة وأنّ من اعتاد على دعم هذه الفرق لم يعد لديه النيّة في المتابعة. ومن هنا، قد يكون موسم الـ2015 وللأسف، بداية نهاية حكاية كرّة السلّة اللبنانيّة التي وصلت يوماً إلى أعلى مستوايات كرة السلّة في العالم. فهل من ينقذها؟