في وقت يجد فيه لبنان صعوبة في توفير ما يلزم لإقامة أكثر من مليون لاجئ سوري على أرضه، أطلقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة برنامجا لتعليم اللاجئات السوريات والنساء اللبنانيات فنونا وحرفا يدوية تقليدية لمساعدتهن في كسب المال اللازم لأسرهن.
ووفقا لـ”رويترز”، يقدر عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان بنحو 1.12 مليون لاجئ بما يمثل نحو ربع سكانه. ويتوقع أن يزيدوا إلى 1.5 مليون لاجئ بنهاية 2014.
قالت لاجئة سورية في لبنان تدعى كفاح إنها لم تكن تتخيل حين وصلت مع عائلتها إلى بيروت أول مرة أن يبقوا كل تلك الفترة.
وأضافت كفاح: “عندما أتينا إلى هنا قلنا سنمكث أسبوعا أو أسبوعين أو شهرا أو شهرين ثم نعود إلى بيوتنا، ولم نجلب معنا سوى القليل من الملابس، ولكننا اقتربنا من مضي سنتين هنا”.
ولأن لديها سبعة أبناء وحفيدتين، والدخل الذي يجلبه الزوج والأبناء لا يكفي.. سجلت كفاح اسمها في البرنامج الذي تديره المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وشركاء لها لتدريب نساء على الطباعة على القماش بهدف تحسين فرص حصولهن على وظائف.
وقالت كفاح: “في البداية لم أتحمس لذلك كثيرا وأولادي لم يقبلوا الفكرة، ولكنني قلت لهم إننا بخير وأسعى إلى أن أساعدكم قليلا، وأنني متفائلة بكل خير”. ويشارك نحو 60 امرأة سورية ولبنانية في البرنامج الذي يدعمه رجال أعمال محليون.
ويتفرق اللاجئون السوريون في نحو 1700 من المجتمعات الفقيرة ولاسيما في محافظتي عكار والبقاع بشمال لبنان. وقال روس ماونتن منسق الأمم المتحدة المقيم في لبنان للشؤون الإنسانية إن توترا يثور بين اللاجئين السوريين والمواطنين اللبنانيين بسبب فقد بعض اللبنانيين وظائفهم لصالح سوريين يقبلون أجورا أقل.
وقالت دانيا قطان ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان “إضافة إلى تعزيز مهارات النساء، فإن البرنامج يهدف إلى مساعدة الشركات اللبنانية الصغيرة والمتوسطة على توسيع أسواقها من خلال مبيعات قطاعي عالمية”. وأضافت دانيا قطان: “اخترنا الحرف والأعمال اليدوية لأنها ليست مجالا للتنافس بين اللاجئين السوريين واللبنانيين”.
وإضافة إلى تحسين فرص حصولها على عمل من خلال اكتساب مهارات مهنية جديدة قالت اللاجئة السورية كفاح، إن المشروع ألهم قدرتها الإبداعية. فهي تعتزم استخدام تقنيات الطباعة التقليدية لصناعة ستائر لبيتها.
وبعد أن تنهي المجموعة برنامج الطباعة التقليدية اليدوية سيلتحقن بدورة في الإدارة والتسويق. ويقدم المركز أيضا جلسات بشأن التوعية النفسية والاجتماعية وفصولا في مهارات الحياة.
وتقول الأمم المتحدة إن لبنان الصغير يستوعب 38 في المائة من إجمالي اللاجئين السوريين في الشرق الأوسط بنسبة تزيد على أي دولة أخرى. وأكثر من نصف اللاجئين السوريين في لبنان أطفال تسرب معظمهم من المدارس.
وتعترف السلطات اللبنانية بالأزمة، حيث قال وزير الشؤون الاجتماعية في تموز (يوليو) إن لبنان يواجه خطر انهيار سياسي واقتصادي مع اقتراب عدد اللاجئين من تجاوز ثلث سكان البلاد.