يعد التعليم والتمكين وتوظيف أكبر جيل في التاريخ من الشباب من الأمور الحيوية لإنهاء الفقر وتعزيز الرخاء المشترك – الهدفان المزدوجان لمجموعة البنك الدولي. وأبرزت مواجز جديدة لتقييم الأثر، أصدرتها مجموعة البنك الدولي قبيل اليوم العالمي للشباب 2014، (e) ما الذي ينجح في الإجراءات التدخلية في مجال التنمية لاستهداف الفتيات والشابات، اللاتي مازلن يمثلن نسبة كبيرة من فقراء العالم ويواجهن تباينات مستمرة في المنزل والمدرسة والعمل ما يبقيهن ويبقي أسرهن داخل دائرة الفقر.
ويمكن الاطلاع على هذه المواجز على موقع enGENDER IMPACT وهو نقطة اتصال لمجموعة البنك الدولي عن تقييم الأثر المتعلق بقضايا التفاوت بين الجنسين بدءا من يناير/كانون الثاني 2000. ويهدف هذا الموقع إلى مساندة عملية تبادل المعارف العالمية وتحديث الدروس الرئيسية والتشجيع على إجراء مزيد من عمليات تقييم الأثر الأفضل لموضوعات رئيسية خاصة بالتفاوت بين الجنسين. وتتناول المواجز قضايا حيوية لشباب اليوم مثل التعليم وزواج الأطفال والصحة الجنسية والإنجابية.
· يزيد كثيرا احتمال أن تتزوج الفتاة، التي لم تتعلم أو تلقيت قسطا بسيطا من التعليم، وهي في سن الطفولة، وأن تعاني العنف المنزلي، وأن تعيش في فقر وتفتقر لقوة التأثير على إنفاق الأسرة وعلى حالتها الصحية، عن نظيراتها الأفضل تعليما، وهو ما يسبب أضرارا لها ولأطفالها ومجتمعها. “تحقيق المساواة: دروس مستفادة من تقييمات مجموعة البنك الدولي لأثر التفاوت بين الجنسين على التعليم” يعتمد على 27 تقييما للأثر في 18 بلدا، ويخلص إلى أن الإجراءات التدخلية الهيكلية إلى جانب الحوافز المالية على مستوى الفرد والأسرة تحقق أكبر دافع لتحسين نواتج التعليم والمساواة للفتيات، اللاتي مازلن يصارعن حواجز هيكلية واجتماعية ومالية تمنع قيدهم في المدارس وحضورهن الفصول وإتمامهن التعليم.
· “منع زواج الأطفال: دروس مستفادة من تقييمات مجموعة البنك الدولي لأثر التفاوت بين الجنسين” يشير إلى الارتباط القوي بين زواج الأطفال والفقر وكذلك فرص التعليم: ففي 18 بلدا من بين 20 لديها أعلى نسبة انتشار لزواج الأطفال، يزيد احتمال أن تتزوج في سن مبكرة الفتيات اللاتي لم يحصلن على التعليم ست مرات عن الاحتمال بالنسبة للفتيات اللاتي أتممن المرحلة الثانوية. يجمع هذا الموجز ستة تقييمات للأثر ويخلص إلى أن البرامج تنجح في تأجيل الزواج عن طريق مساعدة الفتيات على التعلم، وزيادة قيمتهن، والتوسع في المتاح أمامهن من فرص. إجراءات تدخلية مبشرة بدأت تعالج دوافع زواج الأطفال لكن مازال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من التقييمات الأكثر دقة والأطول أجلا. جهود ناجحة تبشر بكسر حلقة الفقر وتشجيع جيل من الشابات أكثر تمكينا وتعليما وقدرة على العمل.
· فتاة واحدة من بين كل خمس فتيات في البلدان النامية تحمل قبل سن 18 عاما، وتشكل الأسباب المتعلقة بالحمل أكبر نسبة من الوفيات في الفئة العمرية 15-19 عاما في العالم النامي، أو حوالي 70 ألف وفاة كل عام. ملايين الشابات حول العالم يواجهون قيودا عند ممارسة حقوقهن الجنسية والإنجابية. “تعزيز الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة: دروس مستفادة من تقييمات مجموعة البنك الدولي لأثر التفاوت بين الجنسين” يعتمد على سبعة تقييمات للأثر في استخلاص الدروس المستفادة عن برامج تستهدف منح المرأة والفتاة السيطرة على صحتها الجنسية والإنجابية، بما في ذلك اتخاذ قرارات فيما يتعلق بتعرضها لخطر الإصابة بالإيدز وغيره من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي وكذلك الحمل العرضي المبكر الذي يأتي على فترات متقاربة. تنفيذ إجراءات تدخلية شاملة وتفاعلية في المدارس والمجتمعات المحلية، وزيادة إمكانية الحصول على التعليم، وتمكين الفتيات، كل ذلك يبشر بتحسين نواتج الصحة الجنسية والإنجابية وخاصة بين المراهقات.
يقول بابتوندي أوسوتيمهين، المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إن تلبية احتياجات 1.8 مليار فتاة تتراوح أعمارهن بين العاشرة والرابعة والعشرين ومساعدتهن على تحقيق إمكانياتهن الإنتاجية “سيحدد مستقبل العالم”.
وتتردد هذه الفكرة في تقرير رئيسي أصدرته مجموعة البنك الدولي في مايو/آيار 2014 بعنوان الصوت والولاية: تمكين النساء والفتيات من أجل تحقيق الرخاء المشترك، وتستخلص استراتيجيات مبشرة لتوسيع نطاق الفرص أمام الشابات على مستوى العالم، بما في ذلك منع زواج الأطفال وزيادة التحصيل الدراسي وتحسين خياراتهن في الصحة الجنسية والإنجابية.
ورغم ما تحقق من تقدم حديثا في جوانب هامة من حياة الفتيات، فمازال هناك تحديات ضخمة قائمة وغالبا ما تكون نتاج انتشار الحرمان والقيود. ويتعارض ذلك في أغلب الأحوال مع الحقوق الأساسية للفتيات ويزيد من وطأة الفقر ونقص التعليم.
ويبرز هذا التقرير وتلك المواجز البحثية أهمية تمكين الفتيات والشابات والاستثمار فيهن، وهو ما يحقق منافع واسعة عبر الأجيال.