أعربت أوساط ديبلوماسية عن خشيتها من أن يكون إعلان نائب مستشارة الامن القومي بن رودس، تأليف تحالف دولي لحماية الأقليات، لتنفيذ عمل عسكري في جبل سنجار وفكّ الطوق عن الأزيديين المحاصَرين ونقلهم الى مناطق آمنة، هو إشارة أخرى الى حدود العملية المتوقّعة في العراق، في وقت لا يبدو فيه أنّ اتفاقاً أو تعاوناً أوسع يشقّ طريقه الى حلحلة الخلافات المستعصية التي تعصف بالمنطقة.
وأشارت الأوساط لصحيفة “الجمهورية” إلى أنّ الضربة التي تلقتها طهران في العراق لم تُثر نقاشاً إيرانياً يشير الى أنها في طور إعادة قراءة سياساتها الإقليمية على نحو استدراكي. ويُدرك الاميركيون هذه الحقيقة، مثلما يُدركون أيضاً أنّ الطرف الآخر لم يتخلَّ عن مواقفه. واكدت الاوساط أهمية الرسائل الخليجية الاخيرة والموجّهة، ليس الى الداخل فحسب بل الى الخارج خصوصاً، والاستعداد لتكون رأس الحربة في مواجهة الارهاب في المنطقة.
ورأت الأوساط الديبلوماسية أنه خلافاً لما يعتقد البعض، فإنّ امكان حصول حلحلة او تسويات عاقلة في ملفات سوريا ولبنان واليمن وليبيا، قد تكون بعيدة المنال حتى اللحظة. وإذا كانت سيطرة إيران على الدول التي تمسك بأوراقها بـ”الجملة” مُتعذّرة، فلا شيء يوحي بأنّ استمرار تلك السيطرة غير ممكن بـ”المفرّق”.
وفي هذا الاطار، قالت الأوساط الديبلوماسية لـ”الجمهورية” إنّ الوضع في سوريا، ولبنان خصوصاً، قد يشهد مزيداً من التأزّم، مع فشل موقعة عرسال واحتمال تجديدها في مناطق اخرى.
وأضافت: “أن كلّ الكلام الذي يتحدّث عن بقاء “المظلّة” عصية فوق لبنان في معزل عما تشهده المنطقة، يحتاج الى جهود جبارة، خصوصاً أنّ الطرف الذي حاول إسقاط الجيش بالضربة القاضية عبر توريطه في ما حصل، لا يبدو أنّه في طور تغيير أدائه السياسي والأمني والعسكري، سواء داخل لبنان أو خارجه”. لكنّ تلك الاوساط أكدت أنّ ما تضمنه تلك المظلّة حتى الساعة هو عدم تحوّل الأزمات الأمنية مشكلاتٍ تطيح بمقوّمات البلد، ما يعني أنّ تعليق مؤسساته الدستورية سيبقى الى ما شاء الله.
وختمت: “إذا كان العراق يعكس نموذج ما يمكن أن يحصل في لبنان أو سوريا، فعلينا مراقبة ما سيحصل هناك في الساعات والايام القليلة المقبلة، لتبيان الخيط الأبيض من الأسود”.