أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله أن فريق 8 آذار يدعم ترشيحًا محددًا في الاستحقاق الرئاسي ويجب اجراء حوار مباشر، وقال: “نحن في 8 آذار ليس لدينا وسطاء والساعي لحل موضوع الاستحقاق الرئاسي يعرف مع مَن يجب ان يتحدث ولا ينتظرن أحد قراراً من الخارج”، داعيًا الى موقف وطني مسؤول لمواجهة الخطر.
نصر الله، وفي كلمة بمناسبة ذكرى حرب تموز 2006، أشار الى أن التعاون مع سوريا بالحد الأدنى في ملف النازحين تصنعه حكومتان ودولتان وليس حزبًا، داعيًا الى التعاون أيضًأ مع سوريا حول الحدود لأن الـ 1701 لن يقدم ولن يؤخر ونشر الجيش على امتداد حدود طويلة غير مجدٍ، وأضاف: “علينا الحفاظ على الحكومة الحالية لأنها المؤسسة الوحيدة العاملة الى حين انتخاب رئيس جمهورية للبلاد”.
واعتبر أن حرب تموز 2006 ومجرياتها ونتائجها ما زالت موضع بحث ونقاش، مشيرا الى أنه كان وراء هذه الحرب أهداف اقليمية ودولية، ولافتا الى أنه كان جزءا من مسلسل له اهداف نهائية، حيث كان المطروح سحق المقاومة وضرب مفاصلها واعتقال مجاهديها.
وأضاف: “المسلسل كان يبدأ بسحق المقاومة ثم ضرب سوريا واسقاط النظام وأخيرا ضرب غزة، والإسرائيلي كان سيكمل من أجل إسقاط النظام في سوريا وإقامة نظام بديل صديق له وللولايات المتحدة”، مشيرًا الى أن الهدف كان سيطرة الاميركيين على كل منابع الطاقة وانهاء القضية الفلسطينية، مشددًا على أن الصمود اللبناني عطل مسار المسلسل الأميركي.
وتابع: “الاهداف الأميركية ثابتة في المنطقة وواشنطن تتبع مسارات معينة لتنفيذها”، لافتا الى أن ما يجري في غزة هذه الأيام هو جزء من مسار جديد، ومعتبرًا أن المنطقة العربية دخلت وضعا جديدًا وواشنطن رسمت مسارًا جديدا لتحقيق أهدافها.
وأشار الى أن المسار الجديد ليس مسار اسقاط انظمة وانما هو مسار تدمير دول وجيوش وشعوب، وقال: “يراد بناء خريطة جديدة للمنطقة على اشلاء ممزقة لدول وشعوب، ويراد أن نصل جميعا في المنطقة الى كارثة نقبل بنتيجتها بأي املاءات ويصبح عدونا الأساسي هو مخلصنا”، لافتا الى أن أبرز عناصر المسار الجديد هما الإسرائيلي والتيار التكفيري الذي أصبح اليوم أوضح تجلياته “داعش”.
وشدد نصر الله على أنه بالإمكان التفوق والإنتصار على هذه العناصر، وقال: “علينا أن ندرك الخطر أولا وأن نبحث عن وسائل مواجهة هذا التهديد ثانيا واسقاطه، وعدم الذهاب الى أوهام”
واشار الى أن التجربة أثبتت أن اللجوء الى التدخل الدولي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لم يعط نتيجة، مؤكدًا أن الصحيح الوحيد كان الذهاب إلى الخيار العسكري والكفاح المسلح.
ولفت نصر الله الى أن المنطقة وشعوبها أمام خطر التكفيري، وقال: “اليوم هناك تنظيم اسمه “داعش” بات دولة لم يعد تنظيما يحتل ويسيطر على قسم جغرافي كبير جزء من العراق وجزء من سوريا ويسيطر على منابع طاقة”، مشيرا الى أن هذا التنظيم يبيع النفط ويحصل على تمويل تحت نظر المجتمع الدولي، ومعتبرًا أن هذا التنظيم ارتكب مجازر وبدأ بأبناء جلدته أي جبهة النصرة وما زال يفتك بحلفائه في سوريا.
ورأى أن معركة “داعش” الأخيرة في العراق هجرت أكثر من مليون ونصف مليون سني، عدا عن الكورد والأيزيديين والمسيحيين، مشيرا الى وجود أرضية لهذا التنظيم في العديد من الدول العربية، وأضاف: “هناك دول اقليمية ترعى هذا التنظيم والأميركيون غضوا النظر للإستفادة من هذه الظاهرة”، داعيًا الجميع إلى ترك العصبيات والعداوات لأن الخطر يطال الجميع والحرب في المنطقة ليست مذهبية بل هي حرب “داعش”.
واعتبر الامين العام أنه يجب إدراك هذا الخطر، وسأل هل نراهن على المجتمع الدولي؟، وقال: “لم تهتز مشاعر أوباما عندما هجر المسيحيون من العراق وعندما جرى ما جرى في العراق على يد داعش”، لافتا الى أن اهتمام الولايات المتحدة بكردستان دفعها الى التدخل في إربيل.
وأكد أن تنظيم “داعش” هو تهديد فعلي لسوريا والعراق ولبقية الدول ومن ضمنها الخليج وتركيا، مشيرا الى أن البعض يطالب “حزب الله” بالإنسحاب من سوريا لتفادي خطر هذا التنظيم في الداخل، سائلاً: هل اذا انسحب “حزب الله” من سوريا يزول الخطر عن لبنان؟، وأضاف: “هل فعلاً تصدقون أن الهدوء في جنوب لبنان سببه القرار 1701 والقوات الدولية؟” ، ومشددًا على أن قوات “اليونيفيل” بالكاد قادرة على حماية نفسها وأن الذي حمى لبنان وجنوبه هو الجيش والشعب والمقاومة وليس المظلة الدولية وليس الـ1701.
وإذ تساءل عما إذا كانت سياسة النأي بالنفس تحمي لبنان، اعتبر نصرالله أنه إذا سيطرت “داعش” على سوريا وأصبحت على الحدود، فهذا يشكل خطراً على لبنان، داعيًا اللبنانيين الى الادراك أن بلدهم وكيانهم ومجتمعهم امام خطر وجودي، ومشددًا على أن مواجهة هذا الخطر تتطلب البحث عن عناصر القوة وتجميعها.
وأكد نصر الله أن الجيش والقوى الأمنية هم المعنيون بحماية الدولة، والمطلوب دعم الجيش معنوياً وحقيقياً وهذه مسؤولية الدولة لتحرير الجنود الأسرى لدى المجموعات المسلحة، وأضاف: “الجيش ليس آداة في يد “حزب الله” وهذا جيش لكل لبنان، وكل لحظة تمر والجنود في الأسر هي لحظة إذلال للبنان والدولة وليس للجيش فقط.
نصرالله الذي شدد على وجوب وقف التحريض الطائفي الداخلي، اعتبر أن مستقبل عرسال هو بعلبك الهرمل وليس “النصرة” و”داعش”، داعيًا في هذا الإطار الى مبادرات للمصالحات المناطقية. ورأى أن الذي اوقف بتهمة تشغيل موقع “لواء أحرار السنة” يجب ان يحاسب مثله مثل اي شخص آخر بتهمة التحريض المذهبي والطائفي.
واعتبر أن لبنان الصغير كما في حرب تموز سيغيّر مسار المنطقة، و”داعش” ومن ورائهم يمكن الحاق الهزيمة بهم بسهولة. وأكد أن هذا التيار ليس له مستقبل في المنطقة إذا توحد العراقيون والسوريون واللبنانيون.