ستجد بين أصحاب المليارات العصاميين، عدداً من الخصائص الواضحة للعيان، أهمها: القدرة على التركيز العالي. وهي تعني معرفتهم الشخصية بأنفسهم وبمسؤولياتهم على نحو متميز، بالإضافة إلى وضوحهم تجاه حقيقة خبراتهم ومواهبهم وقدراتهم، وكيفية الاستفادة منها في سبيل تحقيق مجموعة من الأهداف المحددة. علاوة على ذلك، اهتمامهم بالتحديات الرئيسة والالتزامات التي يواجهونها، مستعينين بالعزم والثقة والإصرار على ذلك. وقد يتمتع بعض الأشخاص بالقدرة على فعل ذلك بأنفسهم، في حين يعتمد البعض الآخر على عائلاتهم وأصدقائهم والزملاء المقربين منهم لتلقي المساعدة. ومنهم من يلجأ إلى خبراء متخصصين كالمدربين مثلاً، لتلقي التدريب اللازم لإدارة الأعمال، وتحقيق أكبر قدر من المنافع.
ومن النتائج المؤكدة أيضاً، أنه يمكن ترجمة التركيز العالي إلى ثروة شخصية. فمن يتمتع بهذه الصفة، سواء أكان من المديرين الماليين أو المشاهير أو من مالكي الشركات، أكثر ثراء من أولئك الذين يفتقدون إليها. تقول هانا شوغروف، محررة تنفيذية في مجلة (برايفت ويلث-Private Wealth): “إن المختصين الذين يبرعون بما يفعلون، ويمكنهم تحويل مهاراتهم إلى سلع مربحة، دائماً ما يجدون أساليب للمحافظة على تركيزهم في المهمات الصعبة، ويتجاهلون أي أمور تافهة أخرى.”
وبينما يعد تنوع المعلومات والقدرات ضرورياً بمقدار معين لإنشاء شركة ناجحة، فإن رجال الأعمال الذين يتمتعون بتركيز عالٍ يملكون مواهب وميول يمكن الاستفادة منها في هذا المجال. غير أن المهم يتعلق بمعرفة أي المجالات يبرعون فيها، ليركزوا جهودهم عليها.
لكن تظهر التعقيدات الحقيقية، عندما يتشتت تفكير أصحاب الشركات مثلاً في أكثر من اتجاه واحد، مما يؤدي إلى فقدانهم القدرة على التركيز على نقاط قوتهم. وتضيف غروف: “الحفاظ على التركيز أصعب على من يعمل في شركة ناشئة أو صغيرة، مقارنة بمن يعمل في مؤسسة كبيرة؛ إذ يغلب عليه انشغاله بالقضايا اليومية، ويغفل عن المهارات الضرورية والرؤية المستقبلية التي حفزته أساساً لتأسيس شركته منذ البداية.”
وبالتالي، فإن الحل الأمثل لمثل هؤلاء الأفراد، هو إيجاد نظام داعم ممثل بطاقم عمل، يمكنه التعامل مع هذه الأمور، لمساعدتهم على بذل ما بوسعهم. وبالتالي، محاكاة الأوجه البنّاءة للمؤسسات الأكثر تنظيماً بأساليب تتيح للشركة الجديدة التطور والتقدم.
وقد يفشل العديد من الأفراد، سواء عن قصد أو من غير قصد، في استغلال مواهبهم الحقيقية بشكل فعال. تقول غروف عن هذا الأمر: “أغلب الأشخاص يوزعون جهودهم وطاقاتهم على جميع ما يواجهونه خلال اليوم. أما المختصون ورجال الأعمال، فيهتمون بالنشاطات التي تقع في صميم الهدف المتمثل في خلق الثروة والتطور، وأي شيء آخر ثانوي بالنسبة إليهم.”
ولتحقق الثراء من خلال المحافظة على التركيز، يجب أن يكون ما تبرع به منتجاً للمال. كما أنك تحتاج إلى تنظيم نشاطات شركتك بطريقة تمكنك من تحقيق الأرباح من خلال حشد الجهود. لذلك، إن كانت لديك الرغبة الفعلية لبلوغ ذلك، فمن الضروري أن تبذل أفضل ما بوسعك.