رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب عاطف مجدلاني أن أي قرار بإجراء الانتخابات النيابية في ظل تعمد “حزب الله” والعماد ميشال عون إبقاء موقع الرئاسة شاغرا، لن يكون إلا مغامرة تجر الى منزلقات دستورية لا قدرة للبنان على تحمل أوزارها، معتبرا أن الحكمة الوطنية تفرض إعطاء الانتخابات الرئاسية أولوية مطلقة قبل البحث بأي استحقاق دستوري آخر، ومشيرا الى أن إصرار البعض على تغييب الرئيس مع إعطائهم الأولوية لانتخابات نيابية، يرسم علامة استفهام كبيرة حول نواياهم ورغبتهم في سوق البلاد الى فراغ كامل، وإيقاعها بالتالي في أزمة نظام تشق أمامهم الطريق الى المؤتمر التأسيسي الذي يرنون اليه.
مجدلاني، وفي حديث لـ”الأنباء” أكد أن تيار المستقبل متمسك بالدستور لجهة إنجاز كل الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، إلا أنه يعي جيدا مخاطر ما قد ينتج عن إجراء الانتخابات النيابية في تشرين الأول في حال بقاء الشغور في موقع الرئاسة الى ذلك الحين. وأضاف: “ما يقال عن تسوية رئاسية حملها الرئيس سعد الحريري في جعبة عودته الى لبنان، ما هي إلا حفلة تكهنات وتحاليل صحافية لا تمت الى الحقيقة بصلة”، لافتا الى أن الحل للخروج من الازمة الرئاسية ولتفادي ما سيليها حكما من أزمات دستورية، ليس لدى الحريري على الاطلاق، إنما هو لدى “حزب الله” وعون اللذين يعطلان النصاب على اختلاف الهدف بينهما من لعبة التعطيل،
وأعرب عن أسفه لكون الحزب وعون أخرجا الانتخابات الرئاسية من لبنانيتها ووضعاها في قبضة الخارج وتحديدا في قبضة الدولة الايرانية التي عليها أن تختار بشكل واضح وصريح، بين الشراهة والشراكة في المنطقة، أي بين أن يبقى حزب الله عنصرا معطلا للحياة السياسية في لبنان ومنغمسا حتى أخمص قدميه في الحرب السورية، وبين أن يشارك في انتخاب الرئيس اللبناني وتجنيب لبنان مخاطر الفراغ واستدراج الارهاب، مستدركا بالقول إن المشهد العراقي الجديد المتمثل في إسقاط إيران لورقة المالكي وذهابها باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة حيدر العبادي، يوحي بأن حلحلة ما تلوح في الأفق اللبناني وقد ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية.