دخل الوضع الاقتصادي هذا الاسبوع مرحلة «الانتظار» لما بعد عودة الرئيس سعد الحريري، العودة التي يراهن أهل السياسة، وكذلك أهل الاقتصاد عليها لبناء وضع سياسي، اقتصادي مستقر.
وبحسب متابعين لمسار الاقتصاد، فإن هؤلاء يراهنون على ايجابيات سياسية وأمنية وشيكة ستشهدها البلاد مع عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى لبنان، وبناء عليه يرى هؤلاء المتابعين ان الاقتصاد سينال «حصة» من الإيجابيات المتوقع حصولها، ما قد يعوض بعض الخسائر التي أصابت قطاعات اقتصادية أساسية.
مصدر اقتصادي كبير قال لـ«اللــواء»: ان المؤشرات الاقتصادية، كما توقعات المؤسسات الدولية لا تزال تدلل على وجود ضعف شديد في أداء الاقتصاد، بتأثير مباشر من الملفات السياسية والأمنية المأزومة، ويشير إلى هذا الواقع بنسب النمو المنخفضة التي تتوقعها المؤسسات الدولية وللبنان والتي تتراوح ما بين الصفر والواحد في المائة.
ويتابع المصدر الاقتصادي الكبير بالقول: ان الواقع المشار إليه، قد يتبدل، ويتحول من سلبي الى ايجابي، وهذا مرهون بنتائج عودة الرئيس الحريري إلى البلاد، بحيث اذا نجحت هذه العودة بتأمين ترتيبات سياسية تفضي إلى انجاز ملف الرئاسة الأولى، والی حسم ملف الانتخابات النيابية وإلى اقفال الملفات الاجتماعية المأزومة كملف سلسلة الرتب والرواتب، فان مثل هذه الأمور اذا تحققت مع الاستمرار في الإنجازات الأمنية لمحققة فرصة أكيدة لإعادة ترتيب البيت الاقتصادي، واخراج الاقتصاد بالتالي من دوامة الانتظار وعدم اليقين.
في غضون ذلك حمل التقرير الاسبوعي الاقتصادي الصادر عن مجموعة بنك «الاعتماد اللبناني» هذا الاسبوع جملة من المؤشرات والإحصاءات المالية والاقتصادية منها: تراجع أداء المصارف السورية ذات مساهمات من مصارف لبنانية خلال النصف الأول من العام 2014 في ظل استمرار التوترات الأمنية في البلاد . ويجدر الذكر ان المصارف اللبنانية العاملة في سوريا هي بنك عودة سوريا وبنك سوريا والمهجر وبنك بيبلوس سوريا، وبنك بيمو السعودي الفرنسي وفرنسبنك سوريا، بنك الشرق وبنك سوريا والخليج، بالتفاصيل أظهرت النتائج الأولية للمصارف السورية التابعة للمصارف اللبنانية (باستثناء فرنسبنك سوريا لعدم توفر بياناته المالية) ان هذه الأخيرة قد سجلت انخفاضاً في أرباحها الصافية المجمعة بـ6.3 مليار ليرة سورية خلال النصف الأول من العام 2014 إلى 2.89 مليار ليرة سورية (19.27 مليون دولار)، مقابل 9.24 مليار ليرة سورية خلال الفترة ذاتها من العام 2013، وقد حظي بنك عودة سوريا على أعلى مستوى من جهة الأرباح الصافية المجمعة (9.08 مليون دولار) تبعه بنك بيمو السعودي الفرنسي ( 8.78 مليون دولار)، بنك سوريا والمهجر (3.58 مليون دولار) وبنك الشرق (2.52 مليون دولار) وبنك بيبلوس سوريا (1.09 مليون دولار) وبنك سوريا والخليج (خسارة بقيمة 5.79 مليون دولار). في المقابل، وعند تحويل البيانات المالية الى الدولار الأميركي على أساس سعر الصرف المعتمد في نهاية الفترة المعنية، والذي يعكس تدهور سعر الصرف في ظلّ الاضطرابات القائمة، تكون المصارف المذكورة قد سجلت انكماشاً سنوياً في الأرباح الصافية بـ70.85 مليون دولار خلال النصف الأول من العام 2014.
ارتفعت حركة المسافرين عبر مطار بيروت الدولي بنسبة 5.27 في المائة خلال تموز من العام 2014 إلى 643.371 مسافر بما فيهم العابرين (ترانزيت) مقابل 610.17 مسافر في شهر حزيران، اما على صعيد تراكمي، فقد تحسن عدد المسافرين عبر مطار بيروت بنسبة 22.0 في المئة سنوياً إلى 3.563.671 مسافر مع نهاية الأشهر السبعة الأولى من العام 2014، مقابل 3.555.772 مسافر خلال الفترة نفسها من العام المنصرم.
من جهة ثانية، بقيت حركة الشحن عبر مرفأ بيروت شبه مستقرة خلال شهر تموز من العام 2014 عند حوالى 687.49 ألف طن، مقابل 687.31 ألف طن في شهر حزيران، وقد تراجعت حركة الشحن العام بنسبة 6.87 في المائة مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه في شهر تموز من العام 2013، والبالغ فيها 738.22 ألف طن. أما على صعيد تراكمي، فقد ازداد الشحن العام عبر مرفأ بيروت بنسبة 2.25 في المائة سنوياً إلى 4.939 ألف طن مع نهاية الأشهر السبعة الأولى عن العام الحالي، مقارنة مع 4.830 ألف طن خلال الفترة نفسها من العام السابق. كما تراجع عدد البواخر بنسبة 5.73 في المائة.