IMLebanon

خاصّ imlebanon.org : الرياضي في وادٍ… والبطولة وأنديتها في وادٍ آخر

riyadeh-

 

في الوقت الذي تعيش فيه كرة السلّة اللبنانيّة أصعب لحظاتها، حيث أنّ لا أفق مشجّعة واضحة على المدى المنظور، يبدو في المقابل أنّ نادي الرياضي يمرّ في فترة ذهبيّة هي الأفضل له منذ سنوات طويلة.

فبطولة لبنان لموسم الـ2015 يدور الشكّ حول انطلاقها، وكلّ الدلائل لا تبشّر بالخير. فاتّحاد كرة السلّة حائر في نظام البطولة بين مطرقة الأجانب الثلاثة على أرض الملعب لمحاولة إيجاد منافسة وضبط ميزانيّات الفرق، وبين سندان الإبقاء على صيغة اللاعبين الأجنبيّين وعدم خوض تجارب جديدة هو بغنى عنها. وفي كلي الحالتين، فإنّ النتيجة ستخلق شرخاً لن تسلم منه لا الأندية ولا الاتّحاد.

أضف إلى ذلك مشاكل الأندية وعدم قدرتها إلى اليوم على إيجاد ميزانيّات لإطلاق فرقها. فنادي الحكمة المرشّح الدائم لإحراز اللقب حائر هذا الموسم في تأمين ميزانيّة له تسمح في استمرار المنافسة. فالإدارة أخذت قراراً بتقليص عقود اللاعبين المرتبطين معها، والمعلومات تشير إلى رفضهم لهذه التسوية. كذلك، فإنّ ما حكي عن اقتراب التوقيع بين الفريق الأخضر وفادي الخطيب ما زال بعيد المنال، خصوصاً أنّ الخطيب لن يقدم على أيّ خطوة قبل أن يستشعر حقيقة الإمكانات الماديّة في الحكمة، مع بدء تطلّعه أكثر فأكثر نحو الاحتراف خارج لبنان. ويبقى أخيراً أنّ معلومات تشير إلى أنّ نائب الرئيس إيلي مشنتف وأعضاء في اللجنة الإداريّة متّجهون إلى المطالبة بالاطّلاع على البيان الماليّ، واتّهام الفريق الآخر في النادي بعدم احترام البروتوكول الموقّع في مطرانيّة بيروت، وإمكانيّة إعادة النظر فيه.

حال نادي الحكمة ليست أسوأ من فرق أخرى، كنادي عمشيت الذي يمرّ في ظروف مأساويّة،   فبعدما نال العديد من اللاعبين رواتبهم شرط كسر عقودهم مع النادي للسنوات المقبلة، يبدو أنّ آخرين متّجهون إلى مقاضاة فريق عمشيت في الاتّحاد الدوليّ وفي مقدّمهم المدرّب غسّان سركيس، ومعه بعض اللاعبين في حال لم يظهر أيّ إيجابيّات (وهذا مستبعد) في الاجتماع المنوي عقده في اليومين المقبلين بين سركيس وداعم عمشيت الدكتور شربل سليمان.

وكما الحكمة وعمشيت، كذلك ناديي الشانفيل والتضامن اللذين يدرسان كيفيّة تأمين ميزانيّة تسمح لهما بتشكيل فريقين منافسين، إنّما ليس على الصدارة. أضف إليهما ناديي المتّحد غير المشجّع على بناء فريق قوّي، إذا لم يعتمد الاتّحاد على ثلاثة أجانب، وكذلك نادي المركزيّة. أمّا نادي هوبس فقد يختار في كلّ الأحوال، الهبوط طوعاً إلى الدرجة الثانية.

وأمام هذا الوضع المذري لفرق الدرجة الأولى، يستثنى في المقابل فريق الرياضي، بطل لبنان الذي يبدو أنّه سيتوّج بطلاً لموسم مقبل حتّى قبل انطلاقه البطولة. فنادي المنارة حافظ على جميع نجومه مع فارق كبير أنّ العملاق المصريّ اسماعيل أحمد ارتبط مع المنارة لثلاثة أعوام جديدة، إنّما كلاعب لبنانيّ، بعدما حصل على جنسيّته اللبنانيّة.

فالرياضي تحوّل إلى قوّة ضاربة لا تمسّ، قوامها تشكيلة لبنانيّة عمادها اسماعيل أحمد، جان عبد النور (اللاعب الأفضل في لبنان لموسم الـ2014)، علي حيدر، أحمد ابراهيم، علي محمود، أمير سعود… وهذا يكفي لنصل إلى خلاصة واحدة وهي سهلة جدّاً، أنّه مع أجنبيّين أو ثلاثة، النتيجة محسومة: الرياضي بطل لبنان، والرياضي في وادٍ وكرة السلّة في وادٍ آخر. وإذا غابت المنافسة، غابت معها اللعبة.