تصوّر فادي غندور، فكرة شركة الخدمات اللوجستية (أرامكس) من مكتبه المتواضع في عمان بالأردن، مطلع الثمانينات من القرن الماضي. وفي عام 2012، بعد 30 عاماً من القيادة، تنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي. وتم تعيين حسين هاشم، وهو لبناني الأصل ولديه 3 أبناء، في منصب الرئيس التنفيذي خليفة لغندور. ويبحث هاشم عن ثغرات في الأسواق الجديدة حاصداً المكافآت في خضم هذه العملية.
منذ تعيين هذا المخضرم في الصناعة، والذي انضم إلى (أرامكس) متدرباً في الإدارة عام 1991، والتي توظف الآن أكثر من 14 ألف شخص عبر 350 موقعاً في 70 بلداً في جميع أنحاء العالم، وهو يبقي على الأرباح مرتفعة لمدة 9 أعوام على التوالي. وفي عام 2013، وصلت العائدات إلى 905.8 مليون دولار، بزيادة %8 مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت 836.9 مليون دولار. كما تحسنت صافي الأرباح لتصل إلى 75.8 مليون دولار، أي بزيادة قدرها %14 عن عام 2012 البالغة 66.5 مليون دولار. ويعزو الرئيس التنفيذي الأداء القوي لكونه مدعوماً بالنمو الكبير في أعمالها الأساسية وهي: خدمات التوصيل السريع، والخدمات اللوجستية، والشحن وخدمات التوزيع المحلية، لاسيما في الشرق الأوسط والدول الأفريقية في جنوب الصحراء الكبرى.
ويعزو هاشم نجاح الشركة والنتائج المالية الواعدة لعام 2014، إلى نموذج العمل السليم، وهو أمر ورثه عن سلفه. ويقول: “لدينا نموذج عمل مختلف عن المعظم، إذ إن أصولنا رشيقة”، موضحاً أن الشركة أنشأت شبكة عالمية من دون امتلاك أسطول من الطائرات أو الشاحنات. ويضيف هاشم: “لقد كبرنا من دون حاجة لشراء كل ذلك”. لكن هذا لا يعني أن الرئيس التنفيذي، الذي بذل مجهوداً في تعلم الأعمال اللوجستية بتوجيه من مؤسس شركة (أرامكس)، غير راغب في الاستثمار.
ويخطط هاشم المقيم في دبي لاستثمار ما بين 400 – 500 مليون دولار في أسواق النمو الرئيسية، بما في ذلك الدول الأفريقية في جنوب الصحراء الكبرى وآسيا على مدى العامين المقبلين. ويقول “إننا نضخ أموالاً كبيرة في هذه الأسواق”. كما يقول هاشم موضحاً مصدر الأموال التي ستغذي التوسع: “إذا نظرتم إلى بيانات الموازنة لدينا، ستجدون أن هناك القليل جداً، ما يقرب من الصفر، من الديون. وأعتقد أنه يمكننا أن نرفع نسبة الديون لحقوق المساهمين بمقدار %50، وجذب حوالي 400 مليون دولار”.
وعندما يأتي الوقت المناسب للاستثمار، سيولي هاشم اهتماماً خاصاً للقارة الأفريقية، حيث قضى الكثير من الوقت قبل توليه منصبه الحالي. ويقول بكل فخر: “قاد فريقي التوسع في الأسواق الناشئة. فقد أخذنا (أرامكس) إلى جنوب أفريقيا وتنزانيا وكينيا وأوغندا ونيجيريا وغانا. والآن، في أي مكان تذهب في الدول الأفريقية في جنوب الصحراء الكبرى، سترى (أرامكس)”.
وبالنسبة للرئيس التنفيذي، تلعب أفريقيا دوراً مهماً في المضي قدماً، بفضل ممراتها التجارية المتنامية ومسارها الاقتصادي الإيجابي. ويستشهد تحليل تقرير (نبض أفريقيا) الصادر عن (البنك الدولي)، حول القضايا التي تشكل المستقبل الاقتصادي الأفريقي، بالعديد من البلدان الأفريقية الأسرع نمواً في العالم، ويشير إلى نمو بأكثر من %5 في المتوسط حتى عام 2015.
فمن السنغال في الغرب إلى موزمبيق في الجنوب، تنمو الاقتصادات في أفريقيا بوتيرة أسرع من أي منطقة أخرى من العالم. ووفقاً لدليل إحصاء (الأونكتاد) لعام 2013، سجل حجم التجارة بين بلدان الجنوب 4.7 تريليون دولار في العام الماضي، في حين شكلت الصادرات الإجمالية للاقتصادات النامية الآن %45 من المجموع العالمي. وفي حين تنمو التجارة بين بلدان الجنوب، يرغب الرئيس التنفيذي في أن تحقق شركة (أرامكس) الصدارة بصلات الربط التجارية التي أنشأتها حديثاً. وسوف يغذي النمو كل من الصناعات التصديرية، والمتطلبات المحلية للسلع المستوردة. وستكون النتيجة دفعة قوية لقطاع الخدمات اللوجستية، وبالتالي، لـ(أرامكس).