IMLebanon

إتجاهات الأسواق – استمرار المخاوف والبلبلة أضعف نشاط بورصة بيروت

Nahar
ايلي قهوجي

استمرار الانقسام السياسي في شأن تمديد ولاية مجلس النواب مجدداً قبل موافقة مجلس الوزراء عصر أمس، وبعد اقفال الاسواق المالية اللبنانية، على توقيع المرسوم الذي كان قد احاله عليه وزير الداخلية بدعوة الهيئات الناخبة قبل انتهاء مهلة الأشهر الثلاثة القانونية من موعد انتهاء ولايته المحددة حتى 20 تشرين الثاني المقبل، أبقى الاجواء المخيمة على البلاد غير واضحة المعالم في ظل التشكيك في امكان اجراء الانتخابات النيابية ضمن المهل القانونية. ومما زاد الوفد بلبلة بقاء بؤر التفجير في البلاد من امنية وسياسية واجتماعية على حالها في الضغط على عمل المؤسسات الدستورية مع استمرار خلو منصب رئاسة الجمهورية الذي يخشى ان يحول ليس دون حصول الانتخابات النيابية في موعدها فحسب بل دون التمديد لمجلس النواب الحالي، الامر الذي قد يؤدي الى الوقوع في فراغ لا تحمد عقباه. وانعكس ذلك سلباً أمس على اداء بورصة بيروت التي اقتصر النشاط فيها على العمليات التقنية المعهودة من تزود سيولة بيعاً لكميات محدودة من الصكوك المدرجة على لوائحها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها. وعلى جاري العادة، افادت من هذه العمليات الظرفية أسهم “سوليدير” مع غيرها من الصكوك على نحو انتقائي، فراحت أسعار أسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت تتقلب بين ادنى على 12,50 دولاراً وأعلى على 12,87 دولاراً الى أن اقفلت الفئة “أ” منها بـ12,79 دولاراً في مقابل 12,79 أول من أمس (دونما تغيير) والفئة “ب” بـ12,83 دولاراً في مقابل 12,61 في الفترة عينها (زائد 1,74 في المئة)، وقت ارتفعت أسعار أسهم “هولسيم” المنتجة للاسمنت من 14,50 دولاراً الى 14,50 (زائد 3,20 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء، وأسعار أسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2008 من 100,10 دولار الى 100,30 (زائد 0,19 في المئة) الذي استقرت أسعار أسهمه العادية على 1,62 دولار مع أسهم “البنك اللبناني للتجارة” التفضيلية – C على 100,00 دولار في قطاع المصارف.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 2,930 نقطتان ونسبته 0,25 في المئة على 1198,26 نقطة في سوق ضعيفة النشاط تبودل فيها 45991 صكاً قيمتها 639951 دولاراً، في مقابل تداول 45249 صكاً قيمتها 1,267,454 دولاراً أول من أمس.

الدولار والبورصات الى مزيد من الارتفاع بدعم من قطاع البناء الاميركي
في الخارج، اشتدت الضغوط على الاورو دافعة به نزولاً الى عتبة الـ1,33 دولار، في تطور عزاه خبراء أسواق القطع في العالم الى صدور بيانات اقتصادية أميركية داعمة للورقة الخضراء في قطاع البناء. وفي هذا المجال، تفاعل المستثمرون المؤسساتيون مع اعلان وزارة التجارة في الولايات المتحدة ان مؤشر البناء Housing Start الذي تعده قفز الشهر الماضي بنسبة 15,7 في المئة 1,09 مليون سكنية بعد تراجعه بنسبة 9,3 في المئة الى 945 الفاً في حزيران وكذلك عدد رخص البناء الذي ارتفع بنسبة 8,1 في المئة الى 1,05 مليون وحدة سكنية في مقابل تراجع نسبته 4,2 في المئة الى 973 الفاً في الفترة عينها، الامر الذي انعش آمال المتعاملين بنمو الاقتصاد الاميركي ككل انطلاقاً من قدرات قطاع البناء الداعمة للقطاعات الانتاجية لاخرى. فكان أن تجاهلوا انحسار مظاهر التضخم في الفترة عينها في ضوء تراجع أسعار الاستهلاك من زائد 0,3 في المئة في حزيران الى زائد 0,1 في المئة في تموز وبوتيرة سنوية من 2,1 في المئة الى 2,00 في المئة، اي من المعدل المستهدف من الاحتياط الفيديرالي الذي من شأنه ان يخفف الضغوط عليه لرفع معدلات الفائدة الاميركية لمكافحته. وأدى ذلك الى اقفال الاورو في نيويورك ضعيفاً على 1,3320 دولار في مقابل 1,3365 أول من أمس، في تطور جعل أونصة الذهب تقفل بـ1295,75 دولاراً في مقابل 1298,90 في الفترة عينها.
وواصلت أسواق الاسهم الاوروبية والاميركية صعودها أمس أيضا مدعومة بما اعتبره المتعاملون انحساراً للازمة الاوكرانية وانتعاشاً للاقتصاد في الولايات المتحدة كما عكسته سوق الاسكان والتضخم فيها، وكل ذلك في ظل نتائج اعمال قوية لشركات عدة على جانبي الاطلسي. وأدى ذلك الى اقفال بورصات منطقة الاورو بارتفاع راوح بين 0,96 في المئة في فرانكفورت و0,32 في المئة في مدريد من جهة، و80,85 نقطة على 16919,59 نقطة لمؤشر داو جونز الصناعي و19,20 نقطة على 4527,51 نقطة لمؤشر ناسداك من جهة أخرى.