تجاوز مجلس الوزراء الانقسام الداخلي حول تمديد ولاية مجلس النواب بتوقيع أعضائه الـ24 كافة مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وكالة عن رئيس الجمهورية الذي خلا منصبه، لدى انعقاده استثنائيا عصر أول من أمس لانتخاب مجلس جديد قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي الممددة حتى 20 تشرين الثاني، لم يحسم هذا الملف الشائك مع تزايد اللغط حول صوابية هذا القرار. الى ذلك، كان لاستمرار التصعيد على الجبهات المطلبية والغموض الذي لا يزال يكتنف مصير العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم الجماعات الارهابية من عرسال انعكاسهما المحبط للمبادرات في اتجاه التوظيف في أصول لبنانية قبل ان تتضح صورة الوضع في البلاد من كل جوانبها الامر الذي ترجم أمس ايضا ترددا ازاء الصكوك الماليك المدرجة على لوائح بورصة بيروت في كل ما يتعدى تلبية حاجات البعض من السيولة بيعا لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها. وأدى ذلك الى مضي أسهم سوليدير في التقلب نزولا من أعلى على 12,79 دولارا الى أدنى على 12,53 دولارا قبل ان تقفل الفئة “أ” منها بـ12,72 دولارا في مقابل 12,79 اول من أمس (ناقص 0,54 في المئة) والفئة “ب” بـ12,54 دولارا في مقابل 12,83 في الفترة عينها (ناقص 2,26 في المئة) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري. كذلك بالنسبة الى قطاع المصارف حيث تراجعت أسعار أسهم بنك عودة المدرجة من 6,24 دولارات الى 6,03 (ناقص 3,36 في المئة) وأسعار شهادات ايداع بنك لبنان والمهجر من 9,35 دولارات الى 9,31 (ناقص 0,42 في المئة) وارتفعت أسعهار أسهم بنك يببلوس العادية من 1,62 دولار الى 1,63 (زائد 0,61 في المئة) مع أسعار اسهمه التفضيلية – 2008 من 100,30 دولار الى 100,50 (زائد 0,19 في المئة) و2009 من 100,00 دولار الى 100,50 (زائد 0,50 في المئة) لتستقر أسعار أسهم بنك عودة التفضيلية – F على 100,50 دولار مع أسعار أسهم “هولسيم” المنتجة للاسمنت على 14,50 دولارا في قطاع صناعة مواد البناء.
وتبعا لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع مقداره 9,10 نقاط ونسبته 0,76 في المئة على 1189,16 نقطة في سوق اكثر تنوعا تبودل فيها 42694 صكا قيمتها 744245 دولارا، في مقابل تداول 45991 صكا قيمتها 639951 دولارا اول من أمس.
في الخارج، واصل الأورو تقهقره في أسواق القطع العالمية ليكسر نزولاً عتبة الـ 1٫33 دولار (الى 1٫3250 دولار فترة للمرة الأولى منذ منتصف أيلول الماضي) متأثراً سلباً بصدور بيانات اقتصادية غير داعمة له في منطقته. وفي هذا المجال، كان لاعلان مكتب الاحصاء الأوروبي (EUROSTAT) ان قطاع البناء في منطقة الأورو سجل تراجعاً نسبته 0٫7 في المئة في حزيران عنه في أيار وبوتيرة سنوية نسبتها 2٫3 في المئة في الفترة عينها، في تطور يخشى معه وقوع الاقتصاد في الانكماش لان هذا القطاع يشكل عادة الرافعة لغيره من القطاعات الانتاجية. ومما عزز مشاعر القلق على العملة الأوروبية تراجع أسعار الانتاج في المانيا الشهر الماضي بنسبة 0٫1 في المئة عنه في حزيران إذ استقرت بعد تراجعها بنسبة 0٫2 في المئة في أيار، في اشارة الى اتجاه أكبر اقتصاد في منطقة الأورو نحو انكماش الاسعار (déflation) المسيء إلى نمو الاقتصاد. وقد تداخلت هذه المعطيات الى تحسن قطاع البناء في الولايات المتحدة أول من أمس وقبل صدور محضر آخر اجتماع لمجلس حاكمية الاحتياط الفيديرالية في 30 تموز الماضي قبيل منتصف ليل أمس لتضغط على الأورو وتجعله يقفل في نيويورك بـ 1٫3260 دولار في مقابل 1٫3320 أول من أمس، في تطور أبقى الذهب في دائر الضعف لتقفل الأونصة منه بـ1291٫45 دولاراً في مقابل 1295٫75 في الفترة عينها.
وتراجعت أسواق الأسهم الأوروبية متأثرة سلباً ليس بالبيانات الاقتصادية غير المشجعة التي صدرت أمس في منطقة الأورو فحسب بل بقلق المستثمرين من تحذيرات أطلقتها شركاة عدة بقيادة “كارلسبرغ” من انخفاض أرباحها هذه السنة نظراً الى مقاطعة روسيا منتجاتها، فأقفلت البورصات في هذه المنطقة بخسائر راوحت بين 0٫56 في المئة في بروكسيل و0٫21 في المئة في فرانكفورت. إلا أن الأسهم الأميركية عادت الى التماسك بعد بداية ضعيفة نسبياً عقب توقعات ضعيفة لأرباح بعض الشركات التي عاد وحجبها نمو الاقتصاد كما عكسه قطاع البناء وتعافي سوق العمل، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع مقداره 59٫54 نقطة على 16979٫13 نقطة و1٫03 نقطة على 4526٫48 نقطة توالياً.