عدنان حمدان
سيترك المناخ العام المتقلب والتوترات الامنية، وآخرها ما جرى في بلدة عرسال آثارا سلبية على مجمل القطاعات الاقتصادية في لبنان، لتضاف الى الآثار السلبية الناتجة عن تداعيات الوضع السوري، وعبء النزوح السوري اقتصاديا واجتماعياً، ما يؤشر الى إحجام اصحاب رؤوس الاموال عن المغامر في الاستثمار في اوضاع كهذه.
يعبر المستثمرون عن قلقهم من الاوضاع الاقتصادية المتراجعة بسبب اطالة الازمة وانعدام افق الحلول واستمرار الفراغ في المؤسسات الرسمية، مضافا إليه ضعف الإنتاجية وهدر الموارد، وعدم الاستفادة من الفرص الإقليمية والمحلية، ما أدى إلى تراجع كبير في الاستثمار.
يتزامن الوضع الراهن مع الأزمة المالية للدولة، المتمثلة في نمو العجز في الموازنة، وتأثيره في تراجع فرص تمويل الاستثمارت الداخلية، ومنها في الاساس القطاعات المنتجة كالصناعة التي تراجعت صادراتها حوالي 34 في المئة خلال الفترة الماضية من العام الحالي، والسياحة التي حاولت النهوض بعد تشكيل «حكومة المصلحة الوطنية»، لتعود اليوم الى هواجس الوضع الأمني.
المشاريع تنمو 5.20 %
على الرغم من هذا الوضع تظهر إحصاءات شركة كفالات ارتفاعاً سنويّاً بنسبة 5.20 في المئة في عدد التسليفات الممنوحة من الشركة إلى 506 مع نهاية الأشهر السبعة الأولى من العام 2014 ، مقابل 481 كفالة خلال الفترة عينها من العام 2013. وقد انخفض الحجم الإجمالي للقروض المكفولة من الشركة بنسبة
3.95 في المئة على صعيدٍ سنويٍّ إلى 98.04 مليار ليرة، او ما يوازي 65.04 مليون دولار مع نهاية شهر تمّوز 2014، مقارنةً مع 102.07 مليار ليرة، او ما يوزي 67.71 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من العام السابق.
تراجع متوسط قيمة الكفالة
نتيجةً لذلك، تراجع متوّسط قيمة الكفالة الواحدة إلى 193.76 مليون ليرة، او ما يوازي 128.53 الف دولار خلال الفترة المذكورة. وقد تركّزت النسبة الأكبر من التسليفات في قطاعي الزراعة بنسبة 49.41 في المئة والصناعة 33.79 في المئة، تلاهما قطاع السياحة بنسبة 10.87 في المئة.
في المقابل، يظهر التوزيع الجغرافي لمحفظة شركة كفالات أنّ منطقة جبل لبنان قد استحوذت على حصّة الأسد من إجمالي التسليفات المدعومة من قبل الشركة بنسبة 44.27 في المئة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2014 ، تليها منطقة البقاع بنسبة 19.76 في المئة والشمال 10.87 في المئة والجنوب 10.67 في المئة والنبطيّة 10.28 في المئة وبيروت 4.15 في المئة.
توزع التسليفات وفق القطاعات
في العودة إلى احصاءات «كفالات»، حول توزع المشاريع، في نهاية تموز من العام 2014، والفترة المقابلة لها في 2013 وبحسب القطاعات، وفق احصاءات «كفالات» و«وحدة الابحاث الاقتصادية في بنك الاعتماد اللبناني»، يتبين الآتي:
ــ الزراعة: 197 مشروعا في 2013، و250 مشروعا في تموز 2014، بارتفاع 53 مشروعا، وما نسبته 26.9 في المئة.
ــ الصناعة: 160 مشروعا في 2013، و171 مشروعا في 2014، بارتفاع 11 مشروعاً، وما نسبته 6.88 في المئة.
ــ السياحة: 89 مشروعا في 2013، و55 مشروعا في 2014، بتراجع 34 مشروعاً، وما نسبته 26.05 في المئة.
ــ قطاعات أخرى: 38 مشروعاً في 2013، مقابل 30 مشروعاً في 2014، أي ان القطاعات التي يشملها هذا الاحصاء، حركة الاستثمارات فيها تراجعت بمقدار 8 مشاريع وما نسبته 5.20 في المئة.
ــ المجموع: 481 مشروعا في 2013، مقابل 506 مشاريع في 2014، أي بارتفاع 25 مشروعا، وما نسبته 5.20 في المئة.
أما مجموع قيمة الكفالات حتى نهاية تموز 2013، فبلغ 67.71 مليون دولار، مقابل 65.04 مليون دولار في 2014، بانخفاض مليونين و670 الف دولار وما نسبته 3.95 في المئة. وبلغ متوسط قيمة الكفالة في تموز 2013 ما مقداره 140.76 ألف دولار، و128.53 ألف دولار في تموز 2014، بانخفاض قيمته 12.23 ألف دولار، وما نسبته 8.69 في المئة.
الحصة الأكبر لجبل لبنان
وقد توزعت القروض بحسب المناطق حتى نهاية تموز 2014 كما يأتي:
ــ بيروت: 37 مشروعا في تموز العام 2013، و21 مشروعا في تموز 2014، أي بتراجع 16 مشروعا، وما نسبته 43.24 في المئة.
ــ جبل لبنان: 185 مشروعا في تموز 2013، و224 مشروعا في تموز 2014، أي بارتفاع 39 مشروعاً، وما نسبته 21.08 في المئة
ــ الجنوب: 57 مشروعا في تموز 2013، و 54 مشروعا في تموز2014، بانخفاض 3 مشاريع، وما نسبته 5.26 في المئة.
ــ النبطية: 36 مشروعا في تموز 2013، و52 مشروعا في تموز 2014، بارتفاع 16 مشروعا، وما نسبته 44.44 في المئة.
ــ البقاع: 115 مشروعا في تموز 2013، و100 في تموز 2014، بانخفاض 15 مشروعا وما نسبته 13.04 في المئة.
ــ الشمال: 51 مشروعا في تموز 2013، و55 مشروعا في تموز2014، بارتفاع 4 مشاريع، وما نسبته 7.84 في المئة.
ـ المجموع 481 مشاريع في تموز 2013، و506 مشاريع للفترة ذاتها من 2014، أي بارتفاع 25 مشروعا، وما نسبته 5.20 في المئة.