Site icon IMLebanon

مشروع ينابيع البحر: 30 يوماً ويبدأ إستخراج المياه وتوزيعها

Joumhouriya-Leb

رنا سعرتي
أعد ملتقى التأثير المدني دراسة عن أماكن تواجد الينابيع العذبة استناداً الى دراسة أجراها خبراء فرنسيون في السابق. ويقترح الملتقى الاستفادة من المياه العذبة في البحر معتبرا ان استخراجها يجب ان يبقى تدبيرا سياديا لبنانيا في المياه الاقليمية، يمكن ان يقوم به سلاح البحرية بالتعاون مع سلاح الجو والهندسة في الجيش اللبناني.

كما تتضمّن الدراسة كيفية الإفادة من قُدرات الجيش اللُّبناني في سحب مياه الينابيع العذبة من خلال التنسيق بين سلاح الهندسة وسلاح القوات البحريَّة والقوَّات الجويَّة، وبتمويل من مصرف لبنان.

ويطرح الملتقى تصورا اوليا لمنهجية العمل المبنية على تدخلات ثلاثة للجيش هي: اجراء مسح مفصّل لمواقع الينابيع العذبة في البحر مقابل شاطئ شكا، تحديد آلية استخراج المياه مع سلاح البحرية وسلاح الجو وسلاح الهندسة، وتحديد آلية تحويل المياه الى مضخات على الشاطئ ومن ثم نقلها الى اماكن الحاجة اليها.

وفي تفاصيل آلية السحب، يكون الاتكال الرئيسي على الغواصين الذين ينزلون إلى عمق البحر وتحديدا إلى فتحة الينبوع المرصود ومعهم جهاز توجد في داخله مضخة تعمل على صرف المياه إلى خارج البحر، فيقوم الغواصون بعمليات الحفر اللازمة ثم يقومون بعملية تثبيت قاعدة من الاسمنت على فوهة الينبوع الذي تتدفق منه المياه العذبة بهدف حصر هذه المياه وتوجيهها نحو القسطل الذي تضخ فيه المياه إلى أعلى، وصولا الى المرحلة الثالثة اي وصول المياه إلى القاعدة العائمة على سطح مياه البحر.

الصايغ

في هذا السياق، أكد المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني زياد الصايغ لـ»الجمهورية» أن الدراسة المتعلقة بالكشف عن الينابيع العذبة في منطقة شكا جاهزة، وقد أجراها فريق من خبراء مشروع «Blue Gold» استناداً الى دراسة لخبراء فرنسيين. وتتضمّن هذه الدراسة التقنيات اللازمة لسحب المياه العذبة من البحر بالتنسيق مع الجيش اللبناني ، الذي يملك القدرات اللوجستية للقيام بهذه المهمة.

وقدّر الصايغ كلفة تركيب الامدادات وعملية سحب المياه بحوالي 500 الف دولار، مؤكداً ان عملية سحب المياه ممكنة في فترة لا تتعدى ال30 الى 42 يوماً، على ان يتم نقل المياه المستخرجة من البحر إما بواسطة انابيب او صهاريج. ولفت الى ان دراسة تقنية تعد راهناً لدرس طرق النقل.

وعن التمويل، أكد الصايغ أنه مؤمن لأن مصرف لبنان تعهد بتأمين الاموال اللازمة انما على قاعدة اتخاذ قرار من مجلس الوزراء.
وفي تراتبية الاجراءات المفترض ان تسلكها هذه الدراسة لتصبح سارية، قال الصايغ: ان الدراسة المقدمة من قبلنا تلحظ تقدماً ملحوظاً، فالجيش بعدما تسلم نسخة عنها يقوم راهناً بدراستها تقنياً على أن يرفع اقتراح تنفيذها الى وزير الدفاع الذي من المفترض ان يناقش التنفيذ مع وزير الطاقة كونه صاحب الصلاحية.

اما دور الوزير مقبل في هذه الاجراءات فيأتي انطلاقاً من كونه رئيس اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة أزمة المياه أو مكافحة الجفاف وكونه وزير الوصاية على الجيش. والقرار النهائي في هذا الملف يعود لوزيري الطاقة والدفاع بالاستناد الى مجلس الوزراء.

الى ذلك، زوّد الملتقى كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ورئيس لجنة الطوارئ لمكافحة الجفاف الوزير سمير مقبل ورئيس لجنة الطاقة النيابية محمد قباني والوزراء كافة، الدراسة التي أعدها للإفادة من ينابيع المياه العذبة تحت البحر قبالة شاطىء شكا.

بين مجلس البحوث والملتقى

ورداً على سؤال، عن مدى حظوظ الاقتراح الذي تقدم فيه وزير الطاقة والمياه ارتور نظريان بكتاب إلى رئيس مجلس الوزراء طالباً خلاله تكليف مجلس البحوث العلمية إجراء مسح بحري لتحديد أماكن الينابيع البحرية العذبة، متجاهلا الدراسة التي يقدمها المجتمع المدني، قال: لا شك ان القرار النهائي سيتخذه مجلس الوزراء، لكن طالما ان الدراسة جاهزة وتم فيها تحديد اماكن المياه العذبة وكيفية استخراجها ونوعية المياه المفترض استخراجها، اعتقد انه لم نعد نحتاج الى اجراء دراسة أخرى.

وأكد الصايغ ان الملتقى في صدد رصد عدد من النقاط البحرية في لبنان تختزن المياه العذبة، وقد تأكد حتى الان وجود مياه عذبة في اكثر من مكان لا سيما في بحر صور وصيدا وجونيه وجبيل حيث تعد راهناً الدراسات اولية نعتزم استكمالها.

ووفق الدراسة، يمكن استخراج من بحر شكا يومياً نحو 138 الف متر مكعب من المياه العذبة. ونحن نسعى لاستخراج الى ما بين 60 الى100 الف متر مكعب بما يكفي لاحتواء النقص الحالي من المياه لكل من بيروت وجبل ولبنان وبعض المناطق الاخرى، علماً ان بقية المناطق لديها مصادر اخرى للمياه أكان مياه جوفية او الينابيع او الانهر بينما بيروت وجبل لبنان سبل توفير المياه محدودة.