تشهد المصارف العالمية واللبنانية ارتفاعاً في عدد الوظائف الجديدة في اطار ضبط ومنع ايّ عمليات مالية مرتبطة بتبييض الاموال. يأتي ذلك، ليس تجاوباً مع متطلبات البنوك المركزية المحلية والتوجيهات الدولية فحسب، بل وايضاً بعد سلسلة من الفضائح المصرفية العالمية.
هذه الفضائح استدعت تعرّض العديد من المصارف الكبرى دولياً الى غرامات كبيرة وقاسية بسبب ضعف قدرتها على مراقبة وضبط عمليات تبييض الاموال. وفي بريطانيا وحدها ارتفع عدد الموظفين الجدد في فرق محاربة تبييض الاموال بنسبة 54 في المئة في العام الماضي أي بإضافة 2157 وظيفة جديدة.
وفي بعض الحالات، يشهد هذا الجيش الجديد من اختصاصيّي محاربة تبييض الاموال متطلبات عالية جداً من مستوى الاجور، وقد تمكّن بعض المتعاقدين كسب نحو 1500 جنيه استرليني في اليوم الواحد. وتفضل المصارف توظيف اشخاص يجيدون لغات عدة إذ إنهم بذلك يكونون افضل على مستوى التمييز بين الاموال الواردة خصوصاً من المستثمرين من وراء البحار.
ويأتي هذا الاتجاه الجديد في ضوء المتطلبات القاسية التي تفرضها السلطات الاميركية، وكان بنك ستاندرد تشارترد البريطاني وافق مطلع هذا الشهر على دفع غرامة الى السلطات الاميركية لتخلّفه عن إعداد تقارير حول بعض العمليات المشبوهة. وهذا يأتي بعد دفعه غرامة وقيمتها 667 مليون دولار منذ عامين.
كما كان بنك HSBC دفع 1,9 مليار دولار الى السلطات الاميركية في 2012 بعد اعترافه بعمليات مالية مرتبطة بتجارة المخدرات من المكسيك وتحويله أموالاً من دول على اللائحة السوداء ومنها ايران. ولدى HSBC حالياً نحو 24300 موظف متخصص في قسم ادارة المخاطر ومراقبة العمليات المشبوهة اي ما يعادل 10 في المئة من مجموع موظفيه.
وكانت ادارة المراقبة المالية البريطانية كثفت مراقبتها للبنوك في هذا الاطار وكانت غرّمت احد البنوك 7,6 مليون جنيه على خلفية عمليات تبييض الاموال، وفي لبنان ألزمت المصارف اللبنانية على خلق اقسام خاصة لمراقبة وضبط وتجنّب عمليات تبييض الاموال وتمويل الارهاب، وتواكب السلطات اللبنانية المصرفية ومعها السلطات الدولية عمل المصارف اللبنانية في هذا الاطار.
السوق اللبنانية
لم يتحرّك النشاط في بورصة بيروت الرسمية عن مستواه منذ مطلع الاسبوع فبلغ امس الاربعاء 42694 سهماً قيمتها 744245 دولاراً وجرى تبادل 66 عملية بيع وشراء تناولت عشرة اسهم: ارتفع منها اربعة اسهم وتراجعت اربعة اخرى واستقرّ سهمان.
وبقيت اسهم سوليدير تتعرّض لضغوط نزولية فتراجعت الفئة (أ) بنسبة 0.54 في المئة الى 12,72 دولاراً وتراجعت اسهم الفئة (ب) بنسبة 2,26 في المئة الى 12,54 دولاراً وانخفضت اسهم بلوم فئة GDR بنسبة 0,42 في المئة الى 9,32 دولارات.
وتراجعت اسهم بنك عودة المدرجة بنسبة 3,36 في المئة الى 6,03 دولارات وارتفعت اسهم بنك عودة (G ) بنسبة 0,50 في المئة الى 100,50 دولار وارتفع سعر اسهم بيبلوس العادية بنسبة 0,61 في المئة الى 1,63 دولار والفئة (2008) بنسبة 0,19 في المئة الى 100,50 دولار والفئة (2009) بنسبة 0,50 في المئة الى 100,50 دولار ايضاً واستقرت اسهم عودة الفئة (F) على 100,50 دولار واسهم شركة هولسيم لبنان على 14,50 دولاراً.
وفي ختام التداولات امس تراجعت القيمة السوقية للبورصة 0,87 في المئة الى 10,90 مليار دولار اميركي ومن جهة اخرى أقفلت الاسعار الرسمية للدولار على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرات.
أسواق الصرف العالمية
وارتفع الدولار الاميركي الى اعلى مستوى له في احد عشر شهراً مقابل اليورو قبيل نشر محضر اجتماعات الاحتياطي الفدرالي الاميركي فتراجع اليورو بنسبة 0,24 في المئة الى 1,3288 دولار اميركي. وزاد الدولار بنسبة 0.32 في المئة الى 103,45 ين ياباني وبنسبة 0,03 في المئة الى 1,0945 دولار كندي وبنسبة 0,20 في المئة الى 0,9110 فرنك سويسري.
كما ارتفع الدولار بنسبة 0,03 في المئة الى 0,9296 دولار مقابل الدولار الاوسترالي. اما الجنيه الاسترليني فزاد بنسبة 0.19 في المئة الى 1,6648 دولار مع توقعات برفع الفائدة البريطانية.
ويتراجع اليورو لصالح الدولار الاميركي نتيجة موجة خروج الاموال من اوروبا وارتفع مؤشر اداء الدولار العام الى اعلى مستوى له في ستة اشهر امس. وتتوقع الاسواق أن تتضمن تصريحات رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي جانيت يلين الكثير من الايجابيات والتفاؤل بشأن الاقتصاد في الولايات المتحدة الاميركية.
الأسهم العالمية
ارتفعت الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت امس قبيل نشر محضر جلسات الاحتياطي الفدرالي الاميركي فزاد مؤشر
داو جونز بنسبة 0,48 في المئة الى 16920 نقطة وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.50 في المئة الى 1982 نقطة.
ومؤشر ناسداك بنسبة 0,43 في المئة الى 4528 نقطة. اما في اوروبا فتراجعت الاسهم امس. وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.49 في المئة الى 6746 نقطة ومؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,73 في المئة الى 4223 نقطة ومؤشر داكس الالماني بنسبة 0,77 في المئة الى 9263 نقطة.
وجاء تراجع الاسهم الاوروبية بعد يومين من تسجيلها اكبر الارباح منذ شهر نيسان الماضي ووسط ترقب الاسواق لقرارات البنوك المركزية بشأن اسعار الفائدة. وفي آسيا اقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو مرتفعاً بنسبة 0,04 في المئة الى 15454 نقطة ومؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ مرتفعاً بنسبة 0,15 في المئة الى 25159,76 نقطة مسجلاً رقماً قياسياً مرتفعاً جديداً بعد ارتداده للارتفاع بنسبة 21 في المئة.
الذهب
ارتفعت اسعار الذهب امس بنسبة 0,12 في المئة الى 1298,20 دولاراً للاونصة كما ارتفعت اسعار الفضة بنسبة 0,66 في المئة الى 19,54 دولاراً للاونصة. وتبقى المعطيات الاقتصادية العامة مصدر ضغوط نزولية على اسعار الذهب مع استمرار تحسن الاقتصاد في مختلف الدول وفي طليعتها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا الامر الذي يستدعي اعادة النظر بأسعار الفائدة وسياسات التحفيز الاقتصادية.
النفط
زادت امس اسعار النفط الاميركي في نيويورك بنسبة 0,90 في المئة الى 95,33 دولاراً للبرميل وارتفعت اسعار نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,33 في المئة الى 101,90 دولار للبرميل. وارتفاع نفط برنت في اوروبا من أدنى مستوى له في 14 شهراً دفع الى الاعتقاد في الاسواق انّ انخفاضات الاسعار التي سُجلت أخيراً قد يكون مبالغاً فيها الى حدّ كبير.