نقلت صحيفة “الأنباء” عن مصادر واسعة الاطلاع أن العلاقة بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري عادت الى المربع الأول، أي الى ما كانت عليه قبل حوارهما السياسي الذي افتتح في لقاء باريس الشهير نهاية العام الماضي وأنتج حكومة وتعيينات.
وتنقل هذه المصادر عن أوساط عون قولها إن المشوار مع الحريري انتهى عند هذا الحد، وان ما هو قائم من تعاون في إطار الحكومة سيستمر لكنه لا يعدو كونه من مخلفات ومفاعيل المرحلة الماضية.
وتضيف المصادر: “أن عون أسقط من حساباته إمكانية وصوله الى رئاسة الجمهورية بتأييد من الحريري وبالتفاهم معه”، معتبرا أن قرار الحريري ليس في يده، وأن تجربة الحوار معه انتهت الى نتيجة مخيبة حتى ولو كان ما حصل خارجا عن سيطرته وإرادته، وبالتالي فإن عون لا يرى في الحريري أكثر من «فريق سياسي» ويتعامل معه على هذا الأساس، ولا يرى فيه حليفا أو شريكا. فهذه الصفة لا تنطبق إلا على حزب الله.
وتدعو هذه المصادر الى رصد المسار السياسي التصعيدي من جانب عون ويعكس خيبة من نتائج الحوار مع الحريري وعودة الى السياسة السابقة. وهذا التغيير كان قد بدأ مع إطلاق عون مبادرته التي ترجمت عمليا وقانونيا عبر اقتراح قانون تعديل دستوري لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وعلى مرحلتين، وظهر أيضا من خلال زيارات الوزير جبران باسيل الى طهران وبغداد، ووصل أخيرا الى عودة التجاذبات والخلافات داخل مجلس الوزراء وبعدما عكس النداءالصادر عن تكتل التغيير والإصلاح حالة اعتراضية وكان أقرب الى إنذار، معلنا افتتاح مرحلة جديدة ستشهد تغييرا في الأداء والموقف.