حض رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع مسيحيي الشرق على التشبث بأرضهم على الرغم مما يجري حولهم، لأنهم ليسوا أجانب على الأرض، بل من صلبها، معتبرًا أن المسيحيين يواجهون ما يواجهه بقية أبناء البلاد التي يعيشون فيها، وهم ليسوا مستهدفين بالتحديد، لكنهم أقلية تتأثر أكثر من غيرها.
جعجع ورفض في حديث لـ”الشرق الأوسط” نظرية “تحالف الأقليات” في المنطقة، معتبرًا أن للمسيحيين خصوصية تمنعهم من التحالف مع أنظمة مماثلة للنظام السوري، الذي كان أكثر من آذى المسيحيين في لبنان وسوريا وتسبب في هجرة الكثير منهم.
وأكد أنه لم يقلل لحظة من وحشية وإجرام تنظيم الدولة الاسلامية، بل على العكس، لكنه أكد أنه ليس خائفًا منهم بدليل أنه عندما وجدوا مَن يقاتلهم تراجعوا، معتبرًا أنهم “بطبيعتهم يحملون بطياتهم بذور فنائهم”، مشددًا على ضرورة “مواجهتهم بشكل كامل ودون هوادة، لأن جماعات مثل هذا التنظيم لا يمكن أن تتعامل معهم بغير المواجهة الكاملة وحتى النهاية”.
واضاف: “هناك بعض الأحزاب السياسية في لبنان كل ما تقوم به هو تخويف المسيحيين، وما نقوم به نحن هو العكس تماماً. ولو كان في العراق “داعش”، من قال لكم إنهم سيأتون إلى لبنان ويفعلون كذلك، أو هم قادرون أصلا على الوصول إلى لبنان، وإن وصلوا ستكون مقبرتهم هنا.. ليس أقل من ذلك”.
وقال: “يجب القضاء عليهم لأنهم بذور فساد في البشرية ككل، وهم أكثر من ألحق ضررا بالإسلام”، مشيدًا بموقف المملكة العربية السعودية التي أخذت موقفا حازما وواضحا بهذا الخصوص، لأن وجود هذا التنظيم هو أكبر تحدٍ للإنسانية بحد ذاتها.
وعن كيفية حماية لبنان من تنظيم “داعش”، أجاب جعجع:” كلنا نعرف أن داعش إذا ارادت المجيء إلى لبنان فسوف تأتي من الحدود الشرقية، فلماذا لا نغلق هذه الحدود؟ يقولون أن عديد الجيش لا يكفي. نعم هذا صحيح لكن هناك 50 دولة عرضت علينا أن تساعد الجيش اللبناني لضبط الحدود اللبنانية السوريةـف لماذا لا نستفيد من هذه العروضات؟ فالأمر بسيط، وهو اعتماد وسائل تقنية متطورة تحتاج الى خمسة عسكريين كل 10 كلم، وبالتالي الجيش قادر بسهولة على القيام بهذه الخطوة، ولكن للأسف هذا لم يحصل لماذا؟ لأن الشباب في حزب الله لا يريدون ضبط الحدود اللبنانية-السورية لكي يقوموا بهواياتهم المفضلة عند الحدود (اللبنانية – السورية) بالتسلق والهرولة والسباحة!!”
وتساءل جعجع :” من قال لكم أن الداعشيون سيأتون إلى لبنان، أو هم قادرون اصلاً على الوصول إليه؟ فإن وصلوا ستكون مقبرتهم هنا ليس أقل من ذلك.”
وفي الملف الرئاسي، لم يتوقع جعجع “نهاية سريعة للمأزق الرئاسي طالما أن العماد ميشال عون مصر على رأيه بأن يكون هو رئيس الجمهورية أو ألا يكون هناك رئيس للجمهورية. وهذا الموقف يناسب حزب الله كثيراً، الذي يختبئ خلفه، لأنه بالنسبة لهذا الحزب الأفضل أن لا يكون هناك من رئيس في الأصل، وبالأخص بعد تجربته في السنة الأخيرة مع الرئيس ميشال سليمان، انطلاقاً من هنا لست متفائلاً بحل سريع لأزمة رئاسة الجمهورية، لكن نحن لن نستسلم وسنتابع ممارسة الضغط إلى حد تمكننا من اجراء إنتخابات رئاسة الجمهورية”.
واذ اكد استمراره بالترشح، أعلن جعجع عن استعداده في أن يبحث بأي حل ممكن للخروج من مأزق انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن على أساس الخروج بحل. لكن ليست الفكرة أن لا أستمر في ترشيحي وليس هناك حل، مضيفًا: “أنا مستمر في ترشيحي رغم عدم تمسكي به إلى أن نرى حلاً بديلاً والوصول إلى مخرج للانتخابات الرئاسية، أو إلى حين الوصول إلى رئيس جمهورية جديد”.