اكد وزير العدل أشرف ريفي أن العدالة تأخذ مجراها والتحقيقات مستمرة في ملف تفجير مسجدي التقوى والسلام، وفرع المعلومات ألقى القبض على بعض المشتبه بهم، وقال: “بهذين التفجيرين أرادوا اسقاط المدينة واسكاتها، لكن ارادتنا بالحياة أكبر من جبروتهم ومن ظلمهم”، معتبرًا أن اجرامهم لم يتوقف وحاولوا تدمير استقرار المدينة.
ريفي، وفي الذكرى السنوية الاولى لتفجير مسجدي التقوى والسلام، اعتبر أن إيمان أهل طرابلس كان أكبر من حقده وإجرامه، وقال: “أسقطنا وإياكم مشروعه، واستمرّت طرابلس مدينة لكلّ أبنائها، فليس من قبيل الصدفة أن يستهدف المجرمون بيوت الله، فتراثهم في الإرهاب والعنف في لبنان وسوريا، حافلٌ بعمليات الاغتيال والإرهاب، وباستهداف المساجد والكنائس. فمن اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الإستقلال، ومن نفّذ أبشع الجرائم في بيروت، وسوريا، استهدف عبر جريمته هذه وبواسطة عملائه، صمود هذه المدينة البطلة وعيشها المشترك، ولكن إيمانكم كان أكبر من حقده وإجرامه، فأسقطنا وإياكم مشروعه، واستمرّت طرابلس مدينة لكلّ أبنائها، واستمرّ معها وبها الوطن.
وأكد أن العدالة آتية وسيتم محاسبة الجناة، وقال: “المحقق العدلي بدأ يوم أمس تحقيقاته مع الموقوفين بقضية تفجير مسجدي التقوى والسلام ونعدكم بمتابعة القضية لاحقاق الحق ولينال كل من حرض عقابه”، مؤكدًا العمل بإستمرار على ما تستحقه المدينة، ولافتا أن لا أمن دون إنماء وقال: “الفقر يؤدي الى التطرف”.
وشدد ريفي على أن اهل الإعتدال أقوى من أهل الإرهاب والتطرف، مشيرا الى أن أهل الاعتدال من كل الطوائف قادرون على مواجهة الإرهاب بوجهيه، وقال: “طرابلس، مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ستبقى صامدة، ملتزمة بمشروع لبنان أولاً، وستبقى تراهن على الدولة ومؤسساتها الشرعية، التي هي وحدَها الضامن لأمننا واستقرارنا”، ومؤكدًا على أن الوطن لا يُحمى بالتطرّف ولا بالأمن الذاتي، بل بالالتزام بالدولة وبالقيم الوطنية التي زرعها الحريري والتي يؤتمن عليها اليوم الرئيس سعد الحريري ونحن معه، وإلى جانبه في هذه المسيرة.
ورأى أن النظام السوري صنع قوى العنف الأعمى والتطرف لتبرير استمراره، وأنظمة الاستبداد لا تبني الأوطان ومصيرها السقوط، مشددًا على أن من يسكت عن جرائم النظام السوري شريك فيها.
وأضاف ريفي: “ها هو نظام بشار الأسد، يُعطي نموذجاً عن الإرهاب المنظَّم، لقد قتل مئات الآلاف من شعبه، وأراد نقلَ النيران إلى لبنان. لكننا، منعناه من تحقيق ذلك في هذه المدينة العزيزة، هكذا فعلنا، وهكذا فعل أهلنا في عرسال البطلة”.
وتابع: “لقد صنعَ هذا النظام قوى العنف الأعمى والتطرف لتبرير استمراره، ومارس كل الموبقات والجرائم، قطع الرؤوس فقطعوها، دفن الأحياء فدفنوا الأحياء، اقتلع الحناجر، فجزوا الرقاب، قتل الآلاف بالكيميائي والبراميل المتفجرة، مارس القتل الجماعي، فنفذوا الإعدامات الجماعية”، لافتا الى أنه “كما ارتكب هذا النظام الإرهاب ترتكبه “داعش” وأخواتها ولقد تستّروا بالإسلام، والإسلام منهم براء فمن يرتكب الجرائم الإرهابية، ويُبدي الخشية من الإرهاب، هو منافق، إرهابي بامتياز”.
وأكد ريفي على أن الدولة ستحرر أسراها العسكريين من دون أية شروط، معتبرًا أن التحدي كبير ولا أحد يعرف كيف ومتى ينتهي، وأضاف: “نحن أبناء هذا الوطن بمسلميه ومسيحييه، سنبقى ندافع عنه ليبقى وطناً نهائياً لجميع اللبنانيين”.
واعتبر أن مدينة طرابلس عانت العام الماضي مأساة كبيرة، متمنيًا للشيخ سالم الرافعي، وتابع: “أنا أمثل طرابلس في هذه الحكومة، ولست ممن يتهاون في واجبه ولست ممن يدوّر الزوايا أو يقبل بالأمور “نص نص””، متعهدًا بأن يكون وزيرًا للعدل وللعدالة. وأضاف: “إما أن أكون على صورتكم رجلاً أقوم بكل واجباتي أو أقدم استقالتي من كل واجباتي”.