IMLebanon

التصحّر الإقتصادي: تركّز السكان في المدن

Akhbar
فراس أبو مصلح
يعيش 88% من السكان في لبنان في المدن وضواحيها، ويُتوقع أن ترتفع النسبة إلى 92% عام 2050، ينقل التقرير الأسبوعي لبنك عودة (4-10 آب الجاري) عن تقرير «آفاق التمدن العالمي» World Urbanization Prospects 2014 الصادر عن منظمة الأمم المتحدة.
بحسب التقرير، ازداد عدد قاطني المدن في لبنان من حوالى 2.247 مليون نسمة عام 1990 إلى حوالى 4.354 مليون نسمة عام 2014، أي بنسبة زيادة 93.8% في 24 سنة! وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد سكان المدن في لبنان عام 2050 إلى حوالى 4.9 مليون نسمة، بزيادة عن العام الجاري نسبتها 12%. وبموازاة هذا الانفجار السكاني المديني، نما عدد سكان الأرياف من 456 ألفاً في عام 1990 إلى 612 ألفاً العام الجاري، أي بزيادة قدرها 34.2% فقط، واللافت أن الأمم المتحدة تتوقع أن ينخفض عدد سكان الأرياف عام 2050 إلى 442 ألفاً، أي بنسبة 27.8% مقارنة بالعام الجاري!
لبنان هو الرابع من بين الدول العربية من حيث الكثافة السكانية للمناطق المدينية، بعد قطر والكويت والبحرين، والتي تبلغ نسبة سكان المدن فيها بحسب إحصائيات التقرير للعام الجاري 99% و98% و89% على التوالي. لا يكتفي لبنان إذاً بمنافسة الدول الصحراوية المذكورة بتركّز السكان في المدن، بل «يتقدم» دولاً صحراوية أخرى في هذا المجال،

كالإمارات والسعودية، فضلاً عن عدد من الدول العربية شبه الصحراوية! تفوق نسبة التمدن في لبنان نظيرتها في أميركا الشمالية (الولايات المتحدة الأميركية وكندا)، حيث يقطن حوالى 82% من السكان في المدن، مقارنة بمعدل40% في دول أفريقيا و48% في دول آسيا، بحسب إحصاءات التقرير للعام الجاري. لا علاقة لنسبة التمدن في لبنان بالسياق الاجتماعي الاقتصادي لدول أميركا الشمالية، حيث أدى تركز التصنيع وتطور وسائل النقل والخدمات العامة الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم في المدن إلى رفع مستوى معيشة قاطنيها، فضلاً عن زيادة فرصهم بالتطور الثقافي والمشاركة السياسية، بل يكمن سبب التركز السكاني في المناطق المدينية اللبنانية بتركز النشاط الاقتصادي قطاعياً ومناطقياً في المناطق المذكورة، وتردي البنى التحتية (وأهمها المواصلات والاتصالات) والخدمات العامة في المناطق الريفية، ما يؤدي إلى تضخم الضواحي أو «أحزمة الفقر» حول بيروت خاصة. في هذا السياق، يشدد التقرير على الحاجة لاتباع «سياسات مدمجة لتحسين حياة ساكني الأرياف والمدن على السواء، خصوصاً في الشريحة الدنيا من الدول المتوسطة النمو، حيث إيقاع التمدن هو الأسرع»، لافتاً أنه «على الرغم من الميزة التفاضلية للمدن (حيث تركز السكان جغرافياً يجعل كلفة البنى التحتية والخدمات أدنى)، تفوق عدم المساواة في المناطق المدينية نظيرتها في المناطق الريفية، ويعيش مئات الملايين من الفقراء المدينيين في العالم في ظروف دون الظروف المعيارية».