تقرير خالد مجاعص
محبّو كرة القدم في كلّ أنحاء العالم كما في لبنان، يترقّبون انطلاق مباريات عمالقة الليغا الإسبانية لمتابعة انطلاق البطولة الأبرز والأقوى والأغلى في أوروبّا والعالم.
والمفارقة في البطولة المذكورة، أنّ في هذا الدوري ثلاثة مرشّحين ولا رابع بينهم. فعشيّة انطلاقها، كان حامل لقب البطولة أتلتيكو مدريد يقوم بتوجيه رسالة عنيفة عبر إحرازه لقب كأس السوبر أمام إبن مدينته ريال مدريد، ومفادها أنّ فريق أتلتيكو كان وما زال البطل الذي لا يقهر، مهما خطف منه نجوم.
فصحيح أنّ بطل إسبانيا افتقد هذا الموسم الثلاثيّ دييغو كوستا، دافيد فيا والحارس البلجيكيّ العملاق تيبو كورتوا، غير أنّ مدرب أتلتيكو مدريد الثورجيّ دييغو سيميوني كان في المقابل يؤمّن لجماهيره خير بدلاء عبر حصوله على توقيع الموهبة الفرنسيّة أنطوان غريزمان، اللاعب رقم واحد للفرنسيّين حاليّاً، إضافة إلى نجم فريق بايرن ميونيخ الألمانيّ ماريو مندزوكيتش.
من ناحيته، كان الفريق الملكيّ يدخل الليغا متوّجاً بلقب بطل أوروبّا، ومتسلّحاً بورقة الفريق صاحب أغلى تشكيلة عرفتها الرياضة على أنواعها وفي تاريخها، عبر ضمّه هذا الموسم هدّاف كأس العالم الأخيرة الكولومبيّ جايمس رودريغز بمبلغ 80 مليون يورو، كما ارتبط الفريق الملكيّ أيضاً مع نجم خطّ الوسط في منتخب ألمانيا طوني كرووس قادماً من بارين ميونيخ، مقابل أكثر من 30 مليون يورو، لينضمّ إلى ثنائي خطّ الوسط الويلزي غاريث بايل، اللاعب الأغلى قيمة بـ94 مليون يورو، والنجم البرتغاليّ كريستيانو رونالدو 94 مليون يورو، إضافة إلى ارتباطه أخيراً مع حارس كوستا ريكا كالور نافاس في صفقة فاقت العشرة ملايين يورو، لتصل قيمة التشكيلة الأساسيّة التي ستنطلق في لقاءات الفريق الملكيّ إلى نحو 600 مليون دولار أميركيّ، وهذه ميزانيّة غير مسبوقة على صعيد الرياضة.
هذه حال قطبي العاصمة المدريديّة، أمّا القطب الآخر أي نادي برشلونة، فهو طبعاً لم يقف مكتوف الأيدي متفرّجاً على خصومه، بل كان يقوم بردّ الصاع صاعين عبر تعاقده مع هدّاف إنكلترا الأوّل المشاكس في ردّات فعله العنيفة لويس سواريز،نجم منتخب الأوروغواي الموقوف لاعتدائه خلال كأس العالم على مدافع إيطاليا سكيليني. فاستفاد الفريق الكاتالونيّ من تلك الحادثة، ضارباً عرض الحائط المعايير الرياضيّة التي أدّت إلى وقف الريال عرضه الخياليّ للاعب الأوروغواي والتي وصلت إلى مئة مليون يورو، فكان الفريق الكاتالونيّ يسرق توقيعه بنصف المبلغ المذكور.
والملفت أنّ سواريز سينهي عقوبة توقيفه قبل لقاء الكلاسيكو في 25 تشرين الأوّل المقبل. وكان برشلونة تعاقد بداية مع المدرّب لويس أنريكه، بدلاً من المدرّب السابق تاتا مارتينو، وهو أشار أنّه سيعطي كامل حرية التحرّك في أرض الملعب لأفضل ثلاثيّ عرفته الملاعب، أيّ النجم الأرجنتينيّ ليونيل ميسي، قائد منتخب إسبانيا إنييستا والبرازيليّ نيمار الذي تعافى كليّاً من الإصابة القاسية التي تعرّض إليها في ربع نهائيّ كأس العالم أمام التشيلي، وكانت نتيجتها انهيار منتخب البرازيل. نيمار الذي أكّد جهوزيّته الكاملة للانطلاق في رحلة برشلونة المحصّنة دفاعيّاً أيضاً بالنجم الكرواتي راكيتيتش، الفرنسيّ جيريمي ماتيو والبلجيكي توماس فيرمايلين وحارس مرمى التشيلي كلاوديو برافو، ليملأوا معاً فراغات تركتها هجرة الحارس فيكتور فالديس، لاعب الوسط فابريغاس، إضافة إلى قائد الفريق كارلوس بويول الذي أعلن اعتزاله كرة القدم.
يعتبر الجمهور الكاتالونيّ برشلونة هذا الموسم الأقرب إلى إحراز الليغا، هذا اللقب الذي سيكون حتماً محصوراً بين مدينتي مدريد وبرشلونة، وحيث لن يكون على الفرق الأخرى كفالنسيا وإشبيلية وغيرها، سوى محاولة خلق مفاجآت إذا أمكن على أرضها عند اسقبالها الفرسان الثلاتة (ريال مدريد، أتلتيكو مدريد وبرشلونة) في معركة احتلال المركز الرابع في البطولة الإسبانيّة.