أعرب مصدر وزاري وأوساط أخرى رسمية معنية بملف العسكريين المحتجزين، عن مخاوفه من بقاء الوضع في بلدة عرسال ومنطقة البقاع الشمالي معرضاً للاهتزاز، بفعل مؤشرات سياسية وميدانية، أبرزها بقاء العسكريين المحتجزين في حوزة مسلحين من “داعش” و جبهة “النصرة” وصعوبة المفاوضات لإطلاقهم.
وأكد المصدر، في حديث لصحيفة “الحياة” ان المفاوضات تمر بمرحلة صعبة، نظراً إلى إصرار قادة المسلحين على ابتزاز الجانب اللبناني ورفضه مبادلة إخلاء العسكريين بموقوفين لدى السلطات اللبنانية القضائية والأمنية، مشيرًا الى ان أوساطاً أخرى سياسية وأمنية تعزو حال التأهب والتنبه إلى جملة عوامل أبرزها أن المسلحين السوريين المتمركزين في جرود عرسال ومنطقة القلمون المحاذية لها يتزايد عددهم. وتحدثت أوساط بقاعية عن دخول بعض المسلحين بلدة عرسال خلال الأيام الماضية.
ولفتت مصادر معنية بالجانب الأمني إلى أن تزايد أعداد المسلحين في جرود عرسال والقلمون يعود إلى أن الجيش النظامي السوري يدفع هؤلاء إلى التمركز في هذه المناطق ويتركهم يلجأون إلى المغاور والوديان، ما اضطر هذا الأمر السلطات الأمنية اللبنانية إلى اتخاذ تدابير على الحدود، خصوصاً أن بعض المجموعات حاول استخدام المعابر الشرعية، بهدف منع استخدام لبنان في المعارك الدائرة في سوريا.
وتشير مصادر لبنانية رسمية للصحيفة نفسها الى ان عامل آخر قد يزيد من احتمال استخدام لبنان، هو أن التركيز الجاري على مواجهة تمدد “داعش” في العراق وعلى قصف مواقعها هناك يجبر مقاتليها على الانكفاء منه إلى سوريا هرباً من ملاحقات الطائرات الحربية الأميركية والطائرات من دون طيار.
وبالإضافة إلى المؤشرات الميدانية والأمنية، فإن أوساطاً سياسية، ولا سيما قيادة تيار “المستقبل”، أبدت قلقها من الحملة المركزة من أوساط في قوى 8 آذار على الجيش وقيادته بحجة أدائها في معارك عرسال وقضية العسكريين المحتجزين، معتبرة أن من خلفياتها انزعاج هذه القوى وحلفاء سوريا من عدم تجاوب الجيش مع الخطة التي كان يراد له الانزلاق إليها في معارك عرسال مع مسلحي “داعش” و “النصرة” وغيرهما.
وأكدت المصادر أن قائد الجيش العماد جان قهوجي تصرف بعقلانية لجهة تجنيب عرسال الخسائر بالأرواح والممتلكات وتدارك مساوئ المعركة التي أجبره المسلحون على خوضها.
اما عن تزايد الإصرار السوري على التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري تحت عنوان التعاون في المعركة مع الإرهاب، لفتت المصادر الى أن هناك تواصلاً بين الجيشين، وبعض المسؤولين الأمنيين في اتصال يومي مع نظرائهم السوريين بعلم السلطة السياسية وباطلاع منها على مقتضيات هذا التواصل. إلا أن النظام السوري يريد خروج السلطات السياسية اللبنانية عن سياسة النأي بالنفس من جهة وانتزاع اعتراف سياسي بشرعيته من الدولة اللبنانية من جهة ثانية.