كشفت رسالة إلكترونية بعثها خاطفو الصحافي الأميركي جيمس فولي، إلى أسرته قبل أيام من ذبحه، عن أنّهم عرضوا مبادلته بمعتقلين لدى الولايات المتحدة.
ومن بين الأسماء التي ذكرها الخاطفون، الدكتورة عافية صديقي، وهي عالمة باكستانية اعتقلتها القوات الأميركية في أفغانستان، وحُكم عليها في أميركا بالسجن 86 سنة.
ونشر موقع “غلوبال بوست” الذي كان فولي يرسل تقاريره إليه، النص الكامل للرسالة التي خاطب فيها الخاطفون الحكومة الأميركية: “لقد منحناكم الكثير من الفرص للتفاوض على إطلاق سراح مواطنيكم بافتدائهم بالمال مثلما قبلت ذلك حكومات أخرى كما عرضنا عليكم أيضا تبادل الأسرى لتحرير المسلمين المأسورين لديكم من أمثال الدكتورة عافية صديقي، ولكن ثبت لنا أنّ تحرير مواطنيكم ليس من ضمن اهتماماتكم”.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” فقد فاوض “داعش” “غلوبال بوست” الموقع الإلكتروني الذي كان متعاقدا مع فولي لطلب فدية 100 مليون أو التواصل مع الجهات الأميركية لإطلاق سراح “سيدة القاعدة” الباكستانية المحكوم عليها بالسجن 86 سنة بعد إدانتها بالتخطيط لعدد من العمليات الإرهابية تشمل القضاء على عسكريين أميركيين في باكستان وأفغانستان.
وعافية صديقي الباكستانية باحثة مختصة بعلم الأعصاب، درست في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق في الولايات المتحدة قبل زواجها من قريب لخالد شيخ محمد، المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 ومن ثم عودتها إلى باكستان.
وولدت صديقي في باكستان في 1972 وتحولت في آخر التسعينات من القرن الماضي إلى الولايات المتحدة لدراسة علوم الخلايا العصبية، وبعد تميزها في دراستها العلمية انخرطت الباحثة الشابة في العمل الإرهابي بدفع من زوجها الذي يعدّ من العقول المدبرة لعملية 11 سبتمبر إلى جانب خالد الشيخ محمد، الذي تحدث مطولا عنها وعن بعض العمليات الكبرى التي خططت لها في اعترافاته بعد القبض عليه.
وتعد صديقي من أبرز الوجوه النسائية في “القاعدة”، ورغم أنها لم تعرف شهرة إعلامية تضاهي شهرة رجال التنظيم فإنها حظيت باهتمام كبير من قبل المخابرات ومقاومة الإرهاب الأميركي منذ 2003.
وألقت القوات الأميركية القبض على صديقي في أفغانستان في تموز 2008 وزعمت أنه عثر بحوزتها على مواد كيميائية وملاحظات مكتوبة تحتوي على بعض معالم نيويورك، وبينما كان المحققون يستجوبونها بشأن هذه المواد، أمسكت صديقي ببندقية كانت بالقرب منها وأطلقت النار على الجنود، لكن محامي صديقي قال إن موكلته تعاني مرضا عقليا، فحكم عليها بالسجن 86 عاما لمحاولة قتل عسكريين أميركيين.
وجاء في بيان أصدره المدعي العام الأميركي بريت بهارارا: “توصلت لجنة محلفين لم يُعلن أسماء أعضاؤها، وبما لا يدع مجالا للشك، أن عافية صديقي سعت لقتل أميركيين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية في أفغانستان، إضافة إلى زملاء أفغان لهم”، حسب تعبيره.