بدأت بورصة بيروت الاسبوع أمس كما أنهت الاسبوع الماضي على وقع الصفقات الخاصة الكبيرة التي تناولت أسهم “بنك عوده” المدرجة على رغم الأجواء الأمنية والسياسية الملبدة المحيطة بالبلاد والتي تجعل مناخ الأعمال فيها بالغ الضبابية. وهكذا لم يكن للوضع غير المطمئن في عرسال، بعدما تردد أن الجماعات الارهابية المسلحة عادت الى هذه البلدة بعد نحو ثلاثة أسابيع من خروجها منها ومعها عدد من العسكريين اللبنانيين الذين احتجزتهم رهائن ولم تنجح المساعي التي بذلت لاطلاقهم، أي تأثير على استمرار الصفقات الخاصة على أسهم هذا المصرف، حتى بعدما أخفقت قوى الأمن الداخلي في فتح أبواب مؤسسة كهرباء لبنان أمام العاملين فيها تجنباً للاحتكاك بالمياومين الغاضبين من ادارتها… وأدى ذلك، الى استكمال الصفقات التي شهدتها البورصة الخميس والجمعة الماضيين والتي تناولت تبادل 2٫590٫518 سهماً مدرجاً من “بنك عوده” بأسعار راوحت بين 6٫35 دولارات و6٫10 دولارات، وهو السعر الذي أنهت به الأسبوع الماضي، بتداول 553108 أسهم أمس بـ 6٫10 دولارات، وهو السعر الذي أقفلت به، دونما تغيير في قطاع المصارف الذي شهد أيضاً تبادل صكوك أخرى بدءاً بشهادات ايداع ذلك المصرف بـ 6٫30 دولارات في مقابل 6٫50 (ناقص 3٫70 في المئة) وصولاً الى اسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة بـ 8٫75 دولارات في مقابل 8٫74 (زائد 0٫11 في المئة)، مروراً بأسهم “بنك بيمو” التفضيلية – 2013 التي استقرت أسعارها على 100٫30 دولار.
وفي قطاع إعادة الإعمار والتطوير العقاري، تقلبت أسهم “سوليدير” بين أعلى على 12,75 دولاراً وأدنى على 12,62 دولاراً إلى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ12,70 دولاراً (دونما تغيير) والفئة “ب” بـ12,63 دولاراً في مقابل 12,68 الجمعة الماضي (ناقص 0,39 في المئة).
وتبعاً لذلك، ومع أخذ ارتفاع أسهم “هولسيم” من 14,50 دولاراً الى 14,69 (زائد 1,31 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع مقداره 1,81 نقطة ونسبته 0,15 في المئة على 1189,95 نقطة في سوق هادئة على حذر تبودل فيها 612685 صكاً قيمتها 3,951,587 دولاراً، في مقابل تداول 602829 صكاً قيمتها 3,960,872 دولاراً الجمعة الماضي.
الأورو الى أدنى في سنة والبورصات الى ارتفاع
في الخارج، استمرت الضغوط على الأورو في أسواق القطع العالمية دافعة به الى ما دون عتبة الـ 1,32 دولار فترة (الى 1,3180 دولار) للمرة الأولى منذ سنة، في تطوّر عزاه الخبراء الماليون الى المواقف التي صدرت الجمعة الماضي عن رئيسة الاحتياط الفيديرالي جانيت يللين في مؤتمر حكام المصارف المركزية السنوي في “جاكسون هول” بولاية وايومينغ الاميركية والتي لم تستبعد فيها رفع معدلات الفائدة الاميركية لكبح جماح التضخم في الولايات المتحدة الذي يواكب عادة فترات الانتعاش الاقتصادي التي عكستها البيانات الاحصائية التي صدرت في الآونة الاخيرة وأبرزها تحسن قطاعي البناء والصناعة عموماً وارتفاع الناتج المحلي الاجمالي فيها خلال الفصل الثاني بنسبة 4,00 في المئة بعد تراجعه بنسبة 2,1 في المئة في الفصل الأول خصوصاً، وقت أبدى رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي في المناسبة عينها استعداده لاتخاذ كل ما ينبغي من تدابير نقدية لمواجهة انكماش الأسعار في منطقته المسيء كثيراً الى النمو الاقتصادي. وجاء إعلان مؤسسة “ايفو” الألمانية IFO أمس أن مؤشرها الذي يقيس مناخ الأعمال في اكبر اقتصاد أوروبي تراجع من 108,00 نقاط في تموز الى 106,3 في آب ليزيد الضغوط على الأورو ويحجب تراجع مبيعات الشقق السكنية الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 2,4 في المئة في تموز عنه في حزيران الى 412 ألف وحدة سكنية من 422 ألفاً في الفترة عينها مما جعله يقفل في نيويورك بـ1,3195 دولار في مقابل 1,3245 الجمعة الماضي في تطور أبقى الذهب في دائرة الضعف إذ أقفلت الأونصة منه بـ1276,25 دولاراً في مقابل 1280,50 وأونصة الفضة بـ19,38 دولاراً في مقابل 19,50 في الفترة عينها.
وارتفعت أسواق الأسهم على جانبي الأطلسي مدعومة من توقعات أن يتخذ المصرف المركزي الأوروبي اجراءات تحفيزية جديدة دعماً للاقتصاد في منطقته الأمر الذي جعل المستثمرين يتجاهلون البيانات الضعيفة لمؤشر IFO الألماني واستقالة الحكومة الفرنسية مما أدى الى إقفال البورصات الأوروبية بارتفاع راوح بين 2,3 في المئة في ميلانو و0,74 في المئة في بروكسيل. الى ذلك، كان للبيانات الاقتصادية الاميركية المطمئنة وتزايد نشاطات الاندامج والاستحواذ بين الشركات في الولايات المتحدة تأثيرها في جعل مؤشري داو جونز الصناعي وناسداك يقفلان بارتفاع راوح بين 76,65 نقطة على 17076,87 نقطة و18,80 نقطة على 4557,35 نقطة توالياً.