انعكس كلام رئيس المصرف المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، تشاؤماً في أوساط خبراء ومحللين، استنتجوا من بعض العبارات التي وردت في كلامه الجمعة الفائت استشرافاً لمرحلة قاسية قد لا تحمل معها انتعاشاً وشيكاً للاقتصاد الأوروبي المتداعي.
فقد سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعا حادا مع تحسن المعنويات بعد أن أثارت تصريحات دراغي توقعات بمزيد من التيسير المالي، حيث قال في مؤتمر للمصارف المركزية على مستوى العالم في جاكسون هول بولاية وايومنغ الأميركية الجمعة «المصرف على استعداد لمواجهة أي انخفاض اخر لمعدل التضخم بكل الأدوات المتاحة لديه».
وصعد مؤشر يورو ستوكس 50 لأهم الاسهم في منطقة اليورو 1.2 في المئة إلى 3135.38 نقطة بحلول الساعة 7:08 بتوقيت غرينتش وكان قد صعد لأعلى مستوى في 3 أسابيع في المعاملات المبكرة.وارتفع كل من مؤشر كاك 40 الفرنسي وداكس الألماني 1.2 في المئة.
في الواقع، ركز دراغي على الحوافز المالية أكثر من التقشف، ما دفع بالاقتصادي كارستن بارزيسكي من»اي.ان.جي» إلى القول «انه تغيير هائل. إنه اعتراف بأن الانتعاش قد لا يأتي، وأن مشكلات منطقة اليورو تتجاوز الإصلاحات الهيكلية وتدابير التقشف. وقد يشكل ذلك منعطفاً لكيفية نظر المصرف المركزي الأوروبي إلى السياسة المالية أكثر منها إلى السياسة النقدية».
ووصف الاقتصادي لدى مصرف كريستيان شولتز بـ«المشؤومة» جملة وردت في خطاب دراغي حول التحولات في توقعات التضخم، حين قال حاكم المركزي الأوروبي «إن مجلس الإدارة سوف يتابع هذه التطورات، وبحدود سلطته، سوف يستخدم كل الأدوات المتاحة اللازمة لضمان استقرار الأسعار على المدى المتوسط».
كلام دراغي لم يكن بعيداً بتأثيراته من سوق القطع، حيث هبط اليورو إلى أدنى مستوياته في نحو عام مقابل الدولار أمس بعد أن قال رئيس المصرف المركزي الأوروبي إنه مستعد للتحرك إذا تراجع التضخم أكثر مما أثار التوقعات بإجراءات للتيسير الكمي.
وقال المتعاملون إن اليورو قد يتعرض لمزيد من ضغوط البيع إذا جاءت نتائج مسح ألماني مهم دون التوقعات. ومن المتوقع أن يسجل مؤشر مسح إيفو لمناخ الأعمال 107 انخفاضا من 108 في تموز مع تأثر أكبر اقتصاد أوروبي بالصراع بين روسيا وأوكرانيا.
ونزل اليورو إلى 1.3185 دولار في أوائل المعاملات الآسيوية، مسجلا أقل سعر له منذ أيلول 2013 ومقارنة مع 1.3246 دولار في أواخر معاملات نيويورك يوم الجمعة. وبلغ أحدث سعر له 1.3190دولارا بانخفاض نحو 0.3 في المئة عن الإغلاق السابق وسط أحجام تداول منخفضة بسبب عطلة في لندن.
وساعدت مشاكل اليورو مؤشر الدولار ليرتفع 0.3 في المئة إلى 82.564 متجها صوب ذروة 5 أيلول 82.671. ومن شأن اختراق ذلك المستوى أن يأخذه إلى مرتفعات لم يبلغها منذ تموز 2013.
يعقد المصرف المركزي اجتماعه التالي في 4 أيلول. وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في 7 أشهر عند 104.49 ينات صباح أمس قبل أن يقلص مكاسبه إلى 0.2 في المئة عند 104.20 ينات.