في عام 2009، قام فريق ريال مدريد بتقديم عرض خياليّ لنجم فريق مانشستر يونايتد آنذاك البرتغاليّ كريستيانو رونالدو. لم يتمكّن الأخير من مقاومته حيث وصلت قيمة العقد إلى نحو 120 مليون دولار أميركيّ. فانتقال رونالدو في موسم الـ2009، حاملاً معه الكرة الذهبيّة كأفضل لاعب في العالم في الـ2008، وقع كالصاعقة على جمهور الأولد ترافورد، حيث تحوّل النجم البرتغاليّ في لحظة واحدة من معبود جمهور مدينة مانشستر إلى عدوّها الأوّل. فقال يومها مدرّب الفريق الأسطورة أليكس فيرغسون إنّ فريق الشياطين الحمر سيجتاز هذه المحنة وسيردّ الصاع صاعين.
اليوم، وبعد مرور خمسة أعوام على هذا الانتقال، ها هو مانشستر يردّ على الفريق الملكيّ بتعاقده مع ساحر الفريق الأرجنتينيّ أنخيل دي ماريا الملقّب في مدريد بـ”الملاك”. انتقال سيعلن رسميّاً نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، وسيكون حتماً الأغلى في تاريخ كرة القدم الإنكليزيّة.
فإضافة إلى الصراع داخل المنافسة بين الريال ومانشستر، فإنّ انتقال النجم الأرجنتينيّ سيشكّل أيضاً زلزالاً في كلّ من إسبانيا وفرنسا. فمحاولات إبقائه في ريال مدريد لم تتوقّف للحظة واحدة على مدى شهرين كاملين مع إصرار الجمهور الملكيّ على الاحتفاظ بنجمهم الأقرب إليهم، وظهر ذلك بوضوح في نهائيّ كأس السوبر عندما علت صيحات الجمهور الملكيّ، مطالبة باللاعب الأرجنتينيّ.
أمّا في فرنسا، الصدمة قد تكون أكبر حيث عجز فريق العاصمة الفرنسيّة عن التعاقد مع دي ماريا على الرغم من فرش الورود والأموال القطريّة له، والإعلان مراراً عن قرب توقيع النادي الباريسيّ مع الموهبة الأرجنتينيّة إلى حدّ إطلاق قميصه الخاصّ في متاجر الفريق.
عرف فريق الشياطين الحمر من ناحيته كيف يوقّت الصفقة مع أنخيل دي ماريا في الوقت المناسب. وظهر ذلك عندما حطّت طائرة خاصّة في مطار مانشستر، وفي داخلها النجم الأرجنتينيّ الذي توجّه بعيداً عن الأنظار لإنهاء صفقة قدّرت بنحو 100 مليون دولار أميركيّ. صفقة ستجعل من أنخيل دي ماريا اللاعب الأغلى ثمناً في تاريخ كرة القدم البريطانيّة، وبفارق كبير عن الرقم السابق الذي أنفقه فريق تشلسي لاستقدام فرناندو توريس من فريق ليفربول، حيث وصل آنذاك إلى نحو ثمانين مليون دولار أميركيّ.