IMLebanon

لبنان يواجه أزمة ارتفاع أسعار الخضار في الشهرين المقبلين

Joumhouriya-Leb
ايفا ابي حيدر
لفت رئيس جمعية المزارعين انطوان حويك الى ان الجفاف المتوقع في شهري ايلول وتشرين أمر معروف ولا يحتاج الى دراسة، الا ان أحداً من المسؤولين لم يتحرك.
وقال لـ«الجمهورية» ان المشاكل الراهنة تطاول نوعين من مصادر المياه: المياه التي تصل الى المزارعين من مشاريع مشتركة، بمعنى تقسيم مياه النبع مثلا على المزارعين. المياه المتبقية من هذا المصدر لم يبق منها الا الربع وهي لم تعد كافية. واشار الى ان هذه حال غالبية المناطق الجبلية التي تتوفر لها المياه من ينابيع مشتركة، بحيث يسمح لكل مزارع بساعتين من المياه لري مزروعاته.
والمزارع الذي يحصل على المياه اكثر يؤمّن انتاجاً جيداً، أما الذي يفتقر الى المياه فيقطف انتاجه باكراً وتكون النوعية باباً ثانياً او ثالثاً. والمنافسة اليوم بين المزارعين على المياه لتأمين الانتاج الافضل وجني أموال أكثر. هذا ما يفسّر ان المنتجات المصنفة على اساس انها باب اول باهظة الثمن.
أما المناطق الأكثر ضرراً من هذا المصدر فهي المناطق الجبلية من عكار الى الجنوب. والضرر يشمل الفاكهة على انواعها والخضار. وعلى سبيل المثال، لم ينخفض سعر بيع الجملة لكيلو البندورة البلدية عن 2000 ليرة، أما الفاكهة باب اول فلم تتراجع عن 5 او 6000 ليرة للكيلو.
أما المصدر الثاني للمياه فهي الابار الارتوازية التي تستفيد منها مناطق البقاع بشكل خاص. وفي هذا الاطار، كشف ان آبارا عدة نضبت. وبعدما كانت مياه الآبار تتوفر على عمق 100 متر، لا توجد اليوم مياه على هذا العمق، وهناك توجّه للسماح بحفر آبار على عمق 150 متراً، وحتى الان تواجه قرارات من هذا النوع بتعقيدات ادارية.
ونتيجة هذا الواقع، اكد الحويك انه خلال شهري ايلول وتشرين سترتفع اسعار الخضار وسيتقلص الانتاج. أما عن الانتاج الزراعي للعام الراهن فيمكن وصفه بالانتاج الاقل والمتقلب والاسعار الاغلى.
ورداً على سؤال، اعتبر الحويك ان الاقتراحات التي تقضي بمصادرة آبار المزارعين والتعويض عليهم ما هي الا محاولة لانهاء او القضاء على قطاع الزراعة. ولكننا لن نسمح بهكذا قرار بالمرور، مؤكداً ان نتيجة هكذا قرار ستكون وخيمة ايضاً على المستهلكين، موضحاً: هل يتحمل المستهلك اليوم ان يشتري باقة الخس بـ 10 الاف ليرة، و5 الاف ليرة ثمن كيلو البندورة؟

وأكد اليوم انه رغم الصعوبات هناك توازن في السوق وأمن غذائي. وحمل على المسؤولين لعدم اتخاذهم اي احتياط لمواجهة الاخطار المحدقة رغم علمهم بها منذ شهر شباط الماضي. وذكّر بأن الجمعية طالبت المسؤولين بتوفير شبكات ري بالتنقيط للمزارعين لتقليص كمية المياه المستعملة للري، لكن احداً لم يتحرك.

التصدير

من جهة أخرى، كشف الحويك ان هناك تراجعا في حجم التصدير الزراعي في الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي بنسبة 25 في المئة. وعزا هذا التراجع الى اسباب انتاجية تجارية اقتصادية. وأوضح ان التراجع لا يعود في كل الحالات الى تدني الانتاج، اذ ان انتاج البطاطا كان اعلى من انتاج العام الماضي، لكن الطلب على هذا المنتج جاء أقل من العام الماضي.