Site icon IMLebanon

والدة العسكري المخطوف محمد حمية: “شو عم تعمل…عم يعذبوك يا عمري؟”

” نحن نؤمن بالمؤسسة العسكرية وأولادنا ابناؤها بكل قوة وارادة “، بهذه الكلمات استقبل معروف حمية والد العسكري المخطوف محمد “النهار”، وهو ابن بلدة طاريا البقاعية-غرب بعلبك.

هدوء الوالد يلفتك بالرغم من مضي 25 يوماً على اختطاف فلذة كبده على أيدي المسلحين الارهابيين جراء الاحداث التي عصفت بعرسال الى جانب 28 من رفاق الدرب، ولدى سؤاله حول مصير ولده يجيب متحدثاً عن أمله وايمانه بالمؤسسة العسكرية،ويقول “ان شاء الله خير واملنا بعد الله بحماة المؤسسة التي لن تبخل باعادة اولادنا “.

غير ان الوالدة لا تخفي حرقتها على ولدها محمد داخل قلبها الذي لم يعد ينبض سوى شوقاً لعودة ولدها ابن 22 عاماً، فدموعها لا تكف تنشد عودة ابنها سالما الى جانب اشقائه، فهو الحنون حسب وصفها، وما يزيد حرقتها حين غادر المنزل ليلتحق بمركز خدمته في الكتيبة 83 في محلة رأس السرج – عرسال حيث قال لها: ” قلبي ليس مرتاحا للخدمة هناك”.

وتسأل نفسها “يا ترى شو عم تعمل يا حبيبي؟ ” ، “عم يعذبوك يا عمري؟ ” لتعرف حينها ان القضية التي نبحث عنها لا يمكن ان تلخص بكلمات صحافية لتقريرنا هذا.

الشاب محمد كان مزارعاً قبل ان يلتحق بالمؤسسة العسكرية بحثاً عن لقمة العيش وايماناً بها، وهو كان يشقى لتسديد قروضه المالية التي حصل عليها لاستكمال بناء منزل متواضع الى جانب منزل العائلة في سهل البلدة في محاولة منه لانشاء اسرة مؤمنة بعيدا عن الاحزاب والتيارات التي لم ينخرط فيها وعائلته .

يستمرُ توافد المحبين والمعارف الى منزل العائلة في محاولة منهم للتخفيف عن عائلة محمد ذي السمعة الحسنة في البلدة.

وأكد والده لـ”النهار” انه اثر اللقاءات التي أجريَت خلال اليومين الماضيين مع القيادات الامنية والمسؤولين في الدولة، وآخرها لقاء مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم، توّلد ارتياح لدى اهالي المخطوفين واطمئنان لادارة الملف ونتائج الاتصالات، ما دفع الى تأجيل التصعيد الذي كان مقرراً الى اسبوعين. وناشد الوالد الضمير الإنساني لدى كل من يستطيع المساعدة في إطلاق ابنه ورفاقه، ولاسيما “هيئة علماء المسلمين” التي أثمرت انجازاتها خلال الفترة الماضية.