انتخب نائباً عن المقعد الكاثوليكي في قضاء جزين في حزيران من العام 2009. بعد أيّام، وتحديداً في 12 تموز من العام نفسه، دعا عصام صوايا “أبناء جزين والأهل والأصدقاء” الى حفل كوكتيل في أحد مطاعم بلدته كفرحونة.
بعد حفل تقبّل التهاني هذا اختفى عصام صوايا. عبثاً تحاول أن تعثر على تصريحٍ للرجل. يرفع محرّك البحث “غوغل” العشرة استسلاماً. وإن وضعت صورة له في إعلان تلفزيوني وخصّصت جائزة لمعرفة صاحبها فلن تتلقّى الكثير من الإجابات الصحيحة.
يقيم صوايا في الولايات المتحدة الأميركيّة حيث يعمل، ويزور لبنان من حينٍ الى آخر، أو حين “تدعو الحاجة الوطنيّة”. تقتصر إنجازاته في قضاء جزين على تقديمات ومساعدات تعوّض القليل من غيابه بالجسد.
يشير أحد زملائه في تكتل “التغيير والإصلاح”، ممازحاً، الى أنّ العماد ميشال عون قد يحتاج الى ثوانٍ غير قليلة قبل تذكّر وجه الرجل. أما شرطة المجلس النيابي فقد تمنعه من الدخول الى البرلمان إن لم تتثبّت من أنّ الرجل فعلاً أحد أعضاء هذا المجلس، وقد مُدّد له تماماً مثل سائر النواب.
هو نائب مغترب إذاً لسنا ندري الهدف من ترشيحه لنفسه، ولو أنّ بقاءه في المجلس بعد الانتخابات النيابيّة المقبلة أمر مستبعد تماماً، بفعل توجّه عون الى تسمية مرشّح آخر. علماً أنّ بعض الأسماء المتداولة في هذا الإطار ليست أفضل بكثير.
إلا أنّ تجربة صوايا تقتضي أن تكون عبرة لجميع رؤساء الكتل النيابيّة وأصحاب القرار في تسمية المرشحين لكي يدركوا أنّ شروطاً بديهيّة يجب أن تتوفّر في أيّ مرشّح، منها، في الحدّ الأدنى، الإقامة في لبنان.
يبقى أنّ عصام صوايا يتقاضى من المجلس النيابي راتباً شهريّاً، ولكن مقابل ماذا؟ مقابل لا شيء.