طوني رزق
عندما يتكلم الأميركيون عن الهجرة الاجنبية الى الولايات المتحدة الاميركية فإنهم يرغبون بمنعها عموماً، وخصوصاً الهجرة غير الشرعية. الّا انّ رجال الاعمال الاميركيين يفكرون بشكل مغاير تماماً، وهم يطالبون الدولة بتسهيل هجرة الاشخاص أصحاب المهارات في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا المتطورة، ويشجّعون الفنانين أو حتى هؤلاء الذين قد يعملون في قطاف المزروعات، كالبندورة مثلاً، لأنّ الولايات المتحدة الأميركية تحتاج هؤلاء المهاجرين.
ومن أبرز الشركات الاميركية التي تطالب الكونغرس بتسهيل الهجرة، هناك Facebook و Google و Intel و Ciscosystems. علماً أنّ أميركا ليست البلد الوحيد الذي يرعى المهاجرين الجدد، فهناك دول أخرى مثل كندا والمانيا وجنوب افريقيا… والتي تتنافس على اجتذاب أصحاب المواهب. ويمكن لصاحب وديعة مصرفية كبيرة يريد توظيف اكثر من نصف مليون دولار أن يحصل على الفيزا الى الولايات المتحدة الأميركية، على أن يخلق عشر وظائف في غضون عامين.
ويعود نظام الهجرة في الولايات المتحدة الاميركية الى العام 1924، وتدّعي شركات التكنولوجيا والشركات الزراعية انه لا يوجد عمّال اميركيون بما يكفي لملء الوظائف الموجودة، كما يدّعي آخرون انّ الجامعات الاميركية لا تُخرّج ما يكفي من الطلّاب في حقول الرياضيات والهندسة لملاقاة اقتصاد يتطلّب 120 ألف وظيفة سنوياً. ويبدو انّ الشركات الاميركية الكبرى المذكورة أعلاه قد رفعت قيمة موازناتها لتفعيل ضغوطاتها على الكونغرس كي يسهّل هجرة أصحاب المهارات الى اميركا.
السوق اللبنانية
مع انحسار الصفقات الكبيرة على أسهم بنك عودة، والتي شهدتها الجلسات الثلاث الاخيرة في بورصة بيروت الرسمية، انكفأ حجم التداولات أمس الى 128017 سهماً قيمتها 1,13 مليون دولار أميركي. وسجّل أمس تبادل 63 عملية بيع وشراء تناولت ستة أسهم مختلفة: إرتفع منها سهم واحد، وتراجع سهمان، واستقرت ثلاثة أسهم.
ومع تزايد التجاذبات السياسية الداخلية، تراجعت أمس أسهم شركة سوليدير فانخفض سعر أسهم الفئة (أ) بنسبة 0,15 في المئة الى 12,59 دولاراً، وتراجع سعر أسهم الفئة (ب) بنسبة 1,18 في المئة الى 12,50 دولاراً، وارتفع سعر أسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 0,61 في المئة الى 1,63 دولار، ليستقرّ سعر أسهم بنك عودة العادية على 6,10 دولارات وأسهم بنك بلوم المُدرجة على 8,75 دولارات وأسهم بنك بلوم فئة GDR على 9,35 دولارات.
وفي ختام التداولات الرسمية، تراجعت القيمة السوقية للبورصة 0,06 في المئة الى 10,882 مليارات دولار، وفي سوق القطع الأجنبي في بيروت استقرّت الاسعار الرسمية للدولار على 1501 ليرة شراء و1514 ليرة مبيعاً وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرة.
أسواق الصرف العالمية
تراجع سعر صرف اليورو أمس تحت وطأة توقعات المزيد من سياسات التحفيز الاقتصادي في اوروبا وإبقاء أسعار الفائدة منخفضة، فبقيَ عند أدنى مستوياته في 13 شهراً مقابل الدولار، ليسجّل بعد ظهر أمس مستوى 1,3185 دولار. ولقيَ الدولار الاميركي دعماً من التوقعات المتزايدة بأن يلجأ الاحتياطي الفدرالي الاميركي الى رفع اسعار الفائدة في أقرب وقت.
وعلى رغم تحسّن طفيف لـ الينّ، الّا انّ الدولار تمكّن من المحافظة على مكاسبه عند مستوى 103,94 ينّات، وتراجع الدولار من جهة أخرى بنسبة 0,50 في المئة الى 1,0897 مقابل الدولار الاوسترالي، كما تراجع بنسبة 0,13 في المئة الى 0,9163 فرنك سويسري. وزاد الدولار الاوسترالي ايضاً أمس بنسبة 0,42 في المئة الى 0,9345 دولار.
وما زالت الأسواق تتوقع المزيد من الانخفاضات على مستوى سعر صرف اليورو، مع متابعة أنباء بنسبة التضخّم في اوروبا. وفي حين كان اليورو عند مستوى 1,40 دولار منذ بضعة اشهر، فإنه يتراوح حاليّاً فوق مستوى 1,31 دولار بقليل، في دلالة على الخسائر الكبيرة التي تكبّدها من جرّاء ضعف الاقتصاد الاوروبي.
الأسهم العالمية
دَعمَ تجاوز مؤشر ستاندرد اند بورز للمستوى القياسي المرتفع فوق 2000 نقطة المستثمرين للإقبال اكثر على الأسهم الاميركية التي شهدت ارتفاع قيمة بورصات الأسهم الى 66 تريليون دولار. فزاد أمس مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت بنسبة 0,17 في المئة الى 17106,70 نقطة، كما زاد مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,11 في المئة الى 2000,02 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0,29 في المئة الى 4570,64 نقطة.
أمّا في اوروبا فتراوحت أسعار الاسهم ضمن نطاقات ضيّقة مع متابعة الاسواق لبيانات التضخّم في اوروبا ولقرارات البنك المركزي. فتراجع مؤشّر كاك الفرنسي بنسبة 0,08 في المئة الى 4390 نقطة، كما تراجع مؤشّر داكس الالماني بنسبة 0,08 في المئة الى 9580,54 نقطة، وزاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,09 في المئة الى 6828,68 نقطة.
وفي آسيا ارتفع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بدعم من بيانات أميركية قوية، فزاد عند الإقفال أمس بنسبة 0,09 في المئة الى 15535 نقطة، في حين تراجعَ مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,62 في المئة الى 24918,75 نقطة.
الذهب والنفط
استقرت، أمس، أسعار الذهب وتماسكَت، فزادت في تداولات بعد الظهر بنسبة 0,19 في المئة الى 1287,70 دولاراً للأونصة، ولكنها تبقى عموماً في دائرة الضعف تحت تأثير عوامل عديدة سلبية، مثل ارتفاع بورصات الاسهم وقوّة الدولار الاميركي واستمرار ضعف المشتريات المادية منه، فضلاً عن اتجاهات أسعار الفائدة الاميركية والتخَلّي الاميركي عن سياسات التحفيز الاقتصادي بعد انتعاش الاقتصاد، وزادت الفضة 0,31 في المئة الى 19,52 دولاراً للاونصة.
وارتفعت أمس أسعار النفط الاميركي بنسبة 0,26 في المئة بعد الظهر الى 94,10 دولاراً للبرميل، كما زادت أسعار مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,12 في المئة الى 102,62 دولار للبرميل، ويأتي ذلك بعد تراجع الاسعار الى أدنى مستوياتها في 14 شهراً ووسط توقعات باحتمالات ضئيلة للارتفاع في المستقبل المنظور.