IMLebanon

رغم سقوط ‏5‏ طائرات منذ بداية العام الخبراء‏:‏ النقل الجوي‏..‏ مازال الأكثر أمانا

Ahram
ليلي عبدالحميد

تطور نوعى دخل حيز حوادث الطائرات المدنية بعد الاختفاء الغامض للطائرة الماليزية فى 8 مارس من العام الحالى دون أن تعرف أسبابه إلى الآن، وانتهاء بسقوط الطائرة الماليزية فوق الاراضى الاوكرانية. 5 حوادث شهدت مقتل أكثر من 750 راكبا. كان العامل المؤثر فيها توتر الاحداث السياسية فى منطقة الشرق الاوسط وتكون ميليشيات مسلحة تتحرك وفق مسلماتها ومعتقداتها، وتمتلك تكنولوجيا حروب قادرة على اصابة أهداف جوية وبرية ولا تخضع لنظام الدولة الذى يستوجب المساءلة فى حال المخالفة.
والسؤال الذى يفرض نفسه هل ما يحدث إيذان بسقوط المقولة التى كان يرددها مسئولو الطيران المدنى بأن النقل الجوى هو الأكثر أمانا فى النقل عبر الرحلات الطويلة؟

سؤال إجابته خلال السطور التالية.

بداية يقول خبراء النقل إن السفر بالطائرات لايزال أفضل وسيلة نقل آمنة فى العالم مقارنة بالنقل البري والبحري ويعتبر خبراء الطيران أن نسبة الحوادث به لا تذكر مقارنة بعدد الرحلات التي تحلق في الجو وتبلغ حوالي مائة ألف رحلة يوميا دون وقوع أي حوادث.

وأرجعوا قلة نسبة حوادث الطيران الي الاهتمام الذي يوليه المسئولون وخبراء الطيران لدراسة اي حوادث طيران ومعرفة جميع اسباب وقوعها لتفاديها وعدم تكرارها اضافة الي تعزيز الاجراءات الامنية على الطائرات والمطارات ومراقبة حركتي السفر والوصول.
كما أرجع خبراء النقل السبب فى انخفاض عدد الحوادث الى ان سلامة الطيران ما تزال تخضع للتنظيم من جانب الحكومات والتزام جميع شركات الطيران بمعايير السلامة اضافة إلى استمرار جهود منظمة الطيران المدنى الدولية والاتحاد الدولى للنقل الجوى وصناعة الطيران فى التفتيش والتدقيق الدورى على شركات الطيران.
وتعد شركات الطيران الافريقية الاكثر تعرضا لحوادث الطيران حيث تستحوذ على 3% فقط من إجمالى الرحلات المغادرة على مستوى العالم ويتم التركيز الآن على تحسين أوضاع السلامة فى إفريقيا.
ويؤكد الاتحاد الدولى للنقل الجوى آياتا أن عدد الوفيات الناجم عن حوادث الطيران انخفض بحوالى النصف خلال 2013حيث تم تسجيل 210 حالات وفاة ناجمة من حوادث رحلات الطيران التجارى مقابل 414 فى عام 2012 مما يعد أكثر الأعوام أماناً من حيث عدد القتلى، والثانى أماناً من حيث عدد الحوادث، مشيرا الى ان اكثر من ثلاثة مليارات إنسان طار بأمان فى 36.4 مليون رحلة.
واشار الى ان جميع أنواع الطائرات، فى عام 2013، شهدت 16حادثا مميتا، مقابل 15% فى 2012، فى حين بلغ متوسط عدد الحوادث 19 حادثا خلال السنوات الخمس، و20% من جميع حوادث الطيران كانت مميتة، وبحسب البيانات الصادرة عن منظمات الطيران العالمية فإن حوادث الطائرات تمثل نسبة لا تتجاوز 0.0003% من وفيات حوادث السيارات حول العالم، الأمر الذى يؤكد سلامة السفر بالطائرات.
فى هذا الاطار يقول المهندس حسين مسعود وزير الطيران الاسبق: ان الاحصائيات تشير الى ان السفر بالطائرات لا يزال الأكثر امنا من أى وسيلة نقل اخرى سواء كان بريا او بحريا، مشيرا الى انه على مدى سنوات عديدة لا توجد حوادث بنسبة كبيرة مقارنة بالوسائل الاخرى وما يثار حول الخوف من استخدام الطيران كوسيلة مواصلات باعتباره وسيلة غير امنة هذا كلام عار تماما من الصحة وليس له اساس علمى.

الصواريخ محرمة دوليا.

واوضح ان تحطم طائرة بوينج التابعة للخطوط الجوية الماليزية على بعد خمسين كيلو متراً من الحدود الروسية الأوكرانية التى كانت متجهة من أمستردام إلى كوالالمبور، بعد ان فقد الاتصال بالطائرة وكان من بين الروايات إسقاطها بصاروخ مضاد للطيران من منظومة بوك وهذا غير مؤكد ولابد من انتظارالانتهاء من التحقيقات واعلان نتائجها ومعرفة اسباب تحطمها هل بصاروخ ام لا بهدف التحليل وشرح الملابسات.
وقال: ان امتلاك الاسلحة والصواريخ المتقدمة البعيدة المدى تكون للدول والجيوش ونظم الدفاع الجوى ومن المفترض ألا تقع فى أيدى المواطنين العاديين وهناك قوانين دولية تحكمها وهى محرمة دوليا ومن الصعب استخدامها لانه طريق محفوف بالمخاطر واوضح ان هناك صواريخ بحوزة الافراد ذات مدى قصير يصعب اصابة الطائرات بها نظرا لمحدوديتها والسيطرة عليها فى ظل تأمين المطارات والطرق المؤدية اليها وطرق الاقتراب من الطائرات.

فقدان السيطرة.

واكد هشام محسن مدير عام تأمينات الطيران بشركة مصر للتامين ان السفر بالطائرات هو الأكثر أمانا قياسا بوسائل السفر الاخرى، مشيرا الى ان الاساس فى عمليات أمان الملاحة الجوية والمطار وقياس مدى قدرة الحكومة على التحكم فى المجال الجوى الخاص بها والمطارات التابعة لها، ونجد على سبيل المثال انه بسبب الحروب الدائرة فى ليبيا فقدت الدولة السيطرة والقدرة على حماية مجالها الجوى وكذلك المطارات وبالتالى اصبحت هناك خطورة بالغة لتسيير رحلات من مطارى طرابلس وبنغارى خاصة بعد التدمير الذى لحق باجهزة الملاحة الجوية ولذلك تم ايقاف الرحلات نهائيا حفاظا على حياة الركاب والطائرات وفى المقابل نجد الحكومة السورية رغم القلاقل التى تمر بها والتى تؤدى الى زيادة الخطر على رحلات الطيران فإنها الى حد ما قادرة على حماية منشآتها وبالتالى الرحلات مستمرة، اما المناطق الخطرة فى اوكرانيا فان الخطورة تزيد فيها اكثر فى ظل وجود صراعات واشخاص مسلحين وفى جميع الحالات يجب على شركات الطيران التى تنظم رحلات الى هذه المناطق ضرورة ابلاغ شركات التأمين طبقا لشروط وثيقة التأمين الصادرة لهم وبدورها تقوم شركات التأمين بعمل دراسات طبقا للمعلومات التى لديها والتى تحصل عليها من جهات اخرى بمعرفتها تحدد القيام بالرحلات من عدمه وفى حالة الموافقة على تسيير رحلات الى هذه البلاد فهذا يتم طبقا لظروف كل رحلة وهناك متابعة دورية ولحظة بلحظة كما يتم للمناطق الخطرة بصفة دورية اما بالنسبة لاستخدام الصواريخ الارض جو فيقول هشام ان ضرب الطائرات بهذه الصواريخ امر ليس سهلا كما يعتقد البعض لان استخدامها مسألة خطيرة ومحفوفة بالمخاطر ويؤدى الى الدخول فى حروب ولكن المؤكد ان الطيران مازال هو أكثر وسيلة آمنة على وجه الاطلاق.

طرق بديلة.

وقال: اننا اذا كنا نتحدث عن حروب ومعارك فهى تخص دولة بعينها وليس على المنطقة باكملها، واشار الى انه من الصعب السفر عبر المناطق الخطرة التى تمثل تهديدا لحركة الطيران كما حدث فى اوكرانيا حيث تم استخدام مجالات جوية بديلة وكذلك عندما اغلق المجال الجوى الليبى قامت الدول الاخرى المجاورة بتغيير مسار رحلاتها وذلك تفاديا للتحليق فوق هذه المناطق الملتهبة.
واوضح انه فى حالة السماح بتنظيم رحلات فى اماكن خطرة يتم تحديد او قياس الخطر وتتم زيادة قيمة بوليصة التأمين طبقا للمخاطر التى تمر بها الرحلة وهى نسبة مئوية يتم تحديدها طبقا لظروف كل رحلة فلا يوجد ثبات فى الخسائر المتوقعة وفى النهاية فهى تعتمد فى حساباتها على عوامل عديدة منها قيمة الطائرة وعدد الركاب والمطار المتجهة اليه وعدد ساعات الطيران ومن الذى يحمى المطار موضحا انها قد تتجاوز فى بعض الحالات مائة الف دولار.
وفى حالة اصرار شركة الطيران على القيام برحلة الى مناطق خطرة ترفضها شركة التأمين وهذا لم يحدث نهائيا حتى الان للحرص على سمعتها والحفاظ على سلامة ركابها، ولكن اذا حدث ذلك فان شركة الطيران تتحمل المسئولية كاملة للخسائر التى قد تنجم سواء للطائرة او الركاب.

مقارنة بعيدة.

ويشير الدكتور محسن النجار استشارى اقتصاديات النقل الجوى الى أن حجم الركاب المنقولين جوا لا يقل عن ثلاثة بلايين راكب سنويا على مستوى العالم، وهناك عشرات الآلاف من الطائرات التجارية، ومئات الآلاف من طائرات الطيران العام، ومن ثم فإن وجود حادث واحد أو اثنين، لا يُعد بحال من الأحوال خطرا أو تهديدا، ويظل النقل الجوى التجارى ليس فقط الأكثر أمنا وسلامة بين وسائل النقل، بل إن الفرق بينه وبين الوسائل الأخرى فى هذا المجال هو مقارنة بعيدة.
وقال: انه للأسف الشديد نجد البعض من إدارات شركات الطيران فى منطقة الشرق الأوسط ينتهز فرصة حدوث بعض المشاكل أو الأزمات أو الحروب، ليحملوها مشاكل متراكمة من سنين سابقة وهذا يرجع لضعف الأداء الإدارى والمالى والتسويقى والتشغيلي، وغياب القدارات الابتكارية والنظرة المستقبلية.
واوضح ان ما يحدث حاليا من عدم استقرار فى بعض المناطق أو وجود خلافات بين مجموعات متناحرة ومسلحة أو حدوث ثلاث أو أربع حوادث طائرات، يُنسب حدوث بعضها إلى أعمال حربية، يجب أن يوضع فى حجمه الصحيح، مؤكدا ظهور آراء تطالب بتزويد الطائرات المدنية بتكنولوجيا مضادة للصواريخ وذلك منذ مدة طويلة، ولكنه رأى لم يجد تعضيدا وإن كانت إحدى الشركات التابعة لإحدى الدول فى الشرق الأوسط زودت كثيرا من طائراتها بتلك الأنظمة.

ازدهار اقتصادى.

واشار الى أن الطيران التجارى على مستوى العالم يشهد حاليا ازدهارا اقتصاديا غير مسبوق، وتحقق شركات الطيران والمطارات العالمية مكاسب عالية مع العلم بان الشرق الأوسط كله لا يمثل فى حجم النقل الجوى العالمى غير 4% ومن ثم علينا أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح. وطالب ادارة شركات الطيران جميعا بالتخطيط الجيد وعمل خطط بديلة لمواجهة المخاطر السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية والمالية والتشغيلية والتكنولوجية والتشريعية والقانونية والضرائبية وغيرها والا تتحجج الإدارات بالعوامل الخارجية غير المواتية.