رحبت أوساط نيابية في 14 آذار بتحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري على مستوى الاستحقاق الرئاسي، لكنها لفتت إلى أن اجتماعه بسفراء الدول الكبرى وبحثه في موضوع تسليح الجيش، يدخل في سياق السلطة التنفيذية، وليس مجلس النواب.
هذه الأوساط وردا على سؤال لـ”الأنباء” بشأن صحة التوقعات بانتخاب رئيس للجمهورية في نهاية أيلول المقبل، تمنت لو يحصل ذلك، لكنها شككت في الأمر، لأنه بعد معالجة الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي في غزة، تنتقل الأولوية الإقليمية الى الأزمة العراقية ـ السورية، وربما البحرينية أيضا، حيث إن الزيارة المفاجئة التي قام بها الأمير سعود الفيصل يرافقه وزير الداخلية محمد بن نايف ورئيس المخابرات خالد بن بندر إلى البحرين بعد قطر فور انتهاء زيارة حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الإيرانية إلى المملكة، توحي بأن التقارب الذي عكسته هذه الزيارة قد يشمل المنامة، حيث تتحرك المعارضة المحلية على الإيقاع الإيراني. ومثلها اليمن، حيث بلغ الحوثيون المدعومون من الحرس الثوري الإيراني، أبواب صنعاء وبعض ساحاتها، مهددين باجتياح عاصمة بلدهم، بذريعة واهية تذكر بذرائع تورط حزب الله في سوريا.
واستنادا إلى جدول الأولويات الملحة في برنامج التقارب السعودي ـ الايراني المأمول، والمرتبط أساسا بالمواجهة المشتركة مع الإرهاب المتطرف، المتمثل في تنظيم داعش، قبل أن يستكمل هذا التنظيم السيطرة على آخر القواعد الجوية التابعة للنظام السوري في محافظة الرقة، وبالتالي قطع خطوط التواصل كليا بين إيران والنظام السوري عبر الأراضي العراقية، استنادا إلى كل ذلك تستصعب تلك الأوساط أن يأتي دور لبنان، للدخول إلى غرفة العناية الاقليمية الفائقة، قبل نهاية أيلول.
لكن منابر التيار الوطني الحر لاحظت أن البعض يعوِّل على ملء الفراغ في رأس الدولة تمهيدا لتمرير التمديد لمجلس النواب، ما يعني أن انتخاب الرئيس يجب أن يتم خلال الشهرين المقبلين، أي أيلول وتشرين الأول المقبلين، وتحديدا قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي.