فيما لا تزال قضية العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم جماعات ارهابية قبل نحو ثلاثة اسابيع من عرسال تثير القلق مع غياب أي تطور في الاتصالات الجارية لاطلاقهم، على رغم اعلان مختطفيهم تمديد المهلة المحددة لهذه الغاية 48 ساعة اخرى لتلبية مطالبهم… جاءت الانتكاسة الامنية التي شهدتها هذه البلدة البقاعية ومرتفعات القلمون المجاورة لها لتذكي المخاوف ليس على مصيرهم فحسب، بل على وضع الحدود الشرقية للبنان مع سوريا في ظل اجواء اقليمية بالغة الخطورة يخشى من ارتداداتها على الساحة الداخلية. لذا لم يكن مستغرباً ان يتسم تطور بورصة بيروت بكثير من الحذر والترقب اللذين ترجما تردداً من المتعاملين في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها في ظل غياب الصفقات الخاصة الكبيرة التي حركت النشاط فيها في الآونة الاخيرة. وادى ذلك أمس أيضاً الى اقتصار التداول لليوم الثاني على تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة من هذه الصكوك كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها والتي افتقرت الى اتجاه واضح. فمن جهة، استمر التركيز على عدد من الصكوك المصرفية، فارتفعت أسعار أسهم “بنك عوده” المدرجة من 6,10 دولارات الى 6,27 (زائد 2,7 في المئة) وأسعار شهادات ايداع “بنك بيبلوس” من 70,00 دولاراً الى 75,00 (زائد 7,14 في المئة) الذي تراجعت اسعار أسهمه العادية من 1,63 دولار الى 1,62 (ناقص 0,61 في المئة) والتفضيلية – 2008 من 101,00 دولار الى 100,90 (ناقص 0,09 في المئة) لتستقر أسعار أسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة على 8,75 دولارات.
وفي قطاع إعادة الإعمار والتطوير العقاري، مضت أسهم “سوليدير” في التقلب بين أعلى على 12,75 دولاراً وأدنى على 12,50 دولاراً، إلى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ12,66 دولاراً في مقابل 12,59 أول من أمس (زائد 0,55 في المئة) والفئة “ب” بـ12,52 دولاراً في مقابل 12,50 (زائد 0,16 في المئة) في الفترة عينها.
وتبعاً لذلك، ومع أخذ ارتفاع أسهم “هولسيم” من 14,69 دولاراً الى 15,00 (زائد 2,12 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 6,31 نقاط ونسبته 0,52 في المئة على 1194,02 نقطة، في سوق ضعيفة النشاط اذ تبودل فيها 83535 صكاً قيمتها 900078 دولاراً، في مقابل تداول 128017 صكاً قيمتها 1,127,733 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، عاد الأورو الى الاهتزاز في أسواق القطع العالمية، اذ ما كاد يتجاوز صعوداً عتبة الـ 1,32 دولار (الى 1,3215 فترة) حتى كسرها نزولاً متأثراً بالمخاوف من ارتدادات الأزمة الروسية – الأوكرانية على اقتصادات دول منطقته. وجاء ذلك بعدما دعا الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الى اجتماع عاجل لمجلس الأمن والدفاع في بلاه لتحديد الخطوات التي ينبغي اتخاذها لمواهة دخول قوات روسية شرق أوكرانيا. وكان سبق ذلك أن عانى الأورو إعلان المفوضية الأوروبية تراجع مؤشرها لقياس ثقة المستثمرين في منطقة الأورو من 102,1 نقطة في تموز الى 100,6 في آب ومؤشرها لقياس مناخ الأعمال فيها من 0٫17 الى 0٫16 في الفترة عينها وتراجع القروض للقطاع الخاص بنسبة 1٫6 في المئة في تموز في مقابل 1٫8 في المئة في حزيران، وقت جاءت المراجعة النهائية لارتفاع الناتج المحلي الاجمالي الأميركي من 4٫00 في الى 4٫2 في المئة في الفصل الثاني بعد تراجعه بنسبة 2٫1 في المئة في الفصل الأول لتدعم الدولار، شأن ارتفاع وعود بيع الشقق السكنية في الولايات المتحدة بنسبة 3٫3 في المئة الى 105٫9 نقاط في تموز عنه في حزيران وتراجع عدد طالبي اعانات البطالة فيها 1000 الاسبوع الماضي الى 298000 في نهايته. وحجبت كل هذه البيانات استقرار البطالة في المانيا على 6٫7 في المئة في آب واستقرار أسعار الاستهلاك في تموز وما اعقبه من استقرار معدل التضخم على 0٫8 في المئة. وأدى ذلك الى اقفال الأورو في نيويورك بـ 1٫3180 دولار في مقابل 1٫3195 أول من أمس، في تطور جعل أونصة الذهب تقفل بـ 1289٫75 دولاراً في مقابل 1282٫50 وأونصة الفضة بـ 19٫53 دولاراً في مقابل 19٫43 في الفترة عينها.
وضغط توتر الوضع في اوكرانيا على أسواق الأسهم على جانبي الأطلسي فأقفلت البورصات الأوروبية بتراجع راوح بين 2٫03 في المئة في ميلانو و0٫25 في المئة في امستردام. وكذلك في وول ستريت حيث انخفض مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك 42٫44 نقطة على 17079٫57 نقطة و11٫93 نقطة على 4557٫70 نقطة توالياً.