روى قريبون من رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أنّه تلقى اتصالاً لافتاً من الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز لتعزيته باستشهاد جنود لبنانيين خلال معركة عرسال التي وقعت في 2 آب الجاري، وأثار معه حاجة الجيش اللبناني الى المساعدة العاجلة، لأنّ ترجمة هبة الـ3 مليارات دولار عبر فرنسا تستغرق وقتاً وتتطلب آليات، وتالياً أعلن عن هبة المليار دولار الفورية.
ولا يقيم القريبون من سليمان الذي يحظى باحترام من المملكة في حديثهم لصحيفة “الراي” الكويتية، وزنًا لما يشاع عن عمولات لجهات فرنسية ولبنانية عرقلت إنجاز المساعدة العسكرية للجيش اللبناني عبر فرنسا، ويعتقدون أنّ لبنان غير جاهز نتيجة الفراغ الرئاسي والشلل الذي يصيب البرلمان، فالامر يحتاج الى آليات ولجان مشتركة ولمدة تراوح بين سنتين وثلاث، وهم سرعان ما يردون على الكلام عن عمولات وما شابه بالدعوة الى تشكيل لجنة تحقيق.
سليمان، الذي يوحي القريبون منه وكأنه المؤتمن على هبة الـ3 مليارات، كان التقى إبان معركة عرسال السفيرين السعودي والفرنسي وزار قيادة الجيش للاطلاع من العماد جان قهوجي على الوضع وبدا كأنه ما زال يداوم في الرئاسة الشاغرة.
وقال العارفون بموقفه لـ”الراي” إنّ اجتماعات عدة عُقدت تحضيراً لترجمة هبة الـ3 مليارات السعودية، وجرت لقاءات لبنانية – فرنسية ولبنانية – سعودية قدّم خلالها الجيش اللبناني لوائح مدروسة تمّت الموافقة عليها، والملف أصبح الآن في عهدة وزارة المال السعودية.
وأعادوا عبر “الراي” التذكير بشرطين جوهريين وضعتهما الرياض، وهما: أنّ الاتفاق مع فرنسا هو من دولة الى دولة وليس عبر شركات ما يعني رفض أي عمولات، وألا يباع أي سلاح الى الجيش اللبناني كان بيع بسعر أقلّ الى دولة أخرى.
وطلبت المملكة من الحكومتين اللبنانية والفرنسية التعامل بشفافية ووضوح بعيداً عن لعبة العمولات حتى لا تتعرض الصفقة للإلغاء.