يضع وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل موضوع التشكيلات الديبلوماسية للفئة الثالثة على نار حامية، خصوصا أنّ ثمّة ديبلوماسيين في هذه الفئة قد تخطوا الفترة الزمنية المتعارف عليها في الخارج، أي سبعة أعوام، وحان موعد عودتهم الى الإدارة المركزيّة.
وذكرت صحيفة “السفير” أنّ حركة المناقلات للفئة الثالثة باتت في صيغتها شبه النهائيّة، وفور انتهائها سوف تتمّ المناقلات من الإدارة المركزية واليها سريعاً، خصوصا أن وزير الخارجية قادر على بتّها منفرداً.
إلا أن العقبة التي يواجهها باسيل تتعلق بمناقلات الفئة الثانية، لأن هذه المناقلات تصدر بمرسوم عادي. ويزداد الأمر تعقيدا اذا ما أراد باسيل تعيين مستشارين بلقب سفير، لأن هذا الأمر يتطلب مراسيم تتخذ في مجلس الوزراء. وفي الحالتين، تحتاج تلك المراسيم الى توقيع رئيس الجمهورية، لكن بسبب شغور المركز الرئاسي الأول، فإنّها تتطلّب توقيع الوزراء جميعهم، وهذا ما يحتاج الى توافق مع القوى السياسيّة كافّة وهو ما يجعل تأخرها طبيعيّا.
من جهة ثانية، نقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسيّة غربيّة مطلعة أن هناك أزمة على مستوى التمثيل الديبلوماسي في سفارات بلدان رئيسية في بيروت بعد انتهاء مدة انتداب السفراء المعتمدين، كما حصل بالنسبة للسفارتين الكندية والباكستانية، على سبيل المثال لا الحصر، حيث تنتهي مهمّة السفيرين بعد فترة ليحل مكانهما قائم بالأعمال.
وأشارت المصادر إلى أنه لا يمكن لهذه الدول تعيين موظف من رتبة سفير بصفة قائم بالأعمال، لأن أي سفير لا يقدّم أوراق اعتماده إلى رئاسة الجمهورية يكون بمثابة قائم بالأعمال، وهذا ما يسبب إشكاليات إدارية على مستوى السلك الديبلوماسي في تلك الدول، إلا إذا تم تعيين سفير من دون تقديم أوراق اعتماده على غرار ما حصل في العام 2008 مع عدد من السفراء الذين حضروا إلى سفاراتهم في لبنان وحملوا صفة “سفير معيّن”، وانتظروا حتى انتخاب رئيس الجمهورية لتقديم أوراق اعتمادهم.
ولفتت المصادر الى أنّ الحكومة الإيطالية قررت أيضا، في إطار المناقلات الدورية، تعيين سفير إيطالي جديد مطلع السنة المقبلة هو السفير الإيطالي الحالي في العراق ماسّيمو ماروتي الذي سيخلف السفير الحالي جيوزيبي مورابيتو. لكنّ الحكومة الإيطالية، على غرار حكومات أوروبية عدّة، تقف حائرة أمام تعذّر تقديم السفير الجديد أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية بسبب الشغور في الموقع الرئاسي اللبناني الأول.
لهذا السبب تتدارس سفارات عدّة الخطوات الممكن اتخاذها في هذا الشأن ومن ضمنها تخفيض مستوى التمثيل الديبلوماسي في لبنان مرحلة معينة الى حين انتخاب رئيس.