ايلي قهوجي
الحديث عن إقدام تنظيم “داعش” على تصفية أحد عسكريي الجيش اللبناني المخطوفين بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بينه وبين الجماعات المسلحة في جرود عرسال والتي أدت الى فقدان جندي آخر ونزوح عدد كبير من أهالي هذه البلدة عنها، كل ذلك طغى على ما عداه من أحداث عشية عطلة نهاية الاسبوع. وفيما لم تجزم قيادة الجيش بصحة رواية التصفية قبل التحقق من الصور التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، قرر مجلس الوزراء مواصلة البحث في وسائل مواجهة شتى الاحتمالات التي تواجه البلاد من غير أن يحول ذلك دون تفاعل الأسواق المالية اللبنانية مع هذه التطورات المثيرة للقلق والتي سرعان ما زادت الحذر في بورصة بيروت التي جاء أداؤها اكثر رتابة عنه أول من أمس الى ما قبيل الظهر عندما خرقت هذه الرتابة صفقة خاصة كبيرة تناولت تبادل 2٫010٫510 أسهم دفعة واحدة عائدة الى “بنك بيمو” بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ 1٫75 دولار للسهم الواحد وهو السعر الذي أقفل به في مقابل 1٫82 دولار (ناقص 3٫84 في المئة) في قطاع المصارف الذي شهد استقراراً في أسعار أسهم “بنك عوده” التفضيلية – G على 100٫50 دولار وأسهم “بنك بيروت” التفضيلية – H على 25٫70 دولاراً وأسهم “بنك بيبلوس” العادية على 1٫62 دولار الذي ارتفعت قليلاً أسعار أسهمه التفضيلية – 2008 من 100٫90 دولار الى 101٫00 (زائد 0٫09 في المئة).
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، تقلبت أسهم “سوليدير” بين أعلى 12٫72 دولاراً وأدنى على 12٫50 دولاراً الى أن اقفلت الفئة “أ” منها بـ 12٫62 دولاراً في مقابل 12٫66 أول من أمس (ناقص 0٫31 في المئة) والفئة “ب” بـ 12٫52 دولاراً، دونما تغيير.
وتبعاً لذلك، ومع أخذ استقرار أسهم “هولسيم” على 15٫00 دولاراً في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع مقداره 0٫92 نقطة ونسبته 0,08 في المئة على 1193,10 نقطة، في سوق نشيطة بفضل الصفقة الخاصة على أسهم “بنك بيمو” اذ تبودل فيها 2,063,920 صكاً قيمتها 3,950,468 دولاراً، في مقابل تداول 83535 صكاً قيمتها 900078 دولاراً أول من أمس.
الأورو الى مزيد من التراجع والبورصات الى ارتفاع في الخارج
في الخارج، لم يتمكن الأورو من الخروج من دائرة الضعف التي وقع فيها منذ مطلع الاسبوع حيث كسر نزولاً عتبة الـ 1,32 دولار. وحصل ذلك أمس بعد صدور بيانات اقتصادية على جانبي الأطلسي غير داعمة له بدءاً ببقاء التضخم متدنياً في منطقته اذ لم يرتفع بحسب “اوروستات” سوى 0,3 في المئة في آب بعد 0,4 في المئة في تموز مما يؤكد وقوع الاقتصاد فيها في انكماش الاسعار (Deflation) الذي من شأنه حث المصرف المركزي الأوروبي على اعتماد سياسة نقدية اكثر تيسيراً للاقتصاد لدى اجتماعه الشهري الخميس المقبل وصولاً الى تراجع مبيعات المفرق في ألمانيا بنسبة 1,4 في المئة في تموز بعد ارتفاعها بنسبة 0,1 في المئة في حزيران أوروبيا. وتزامن ذلك مع إعلان جامعة ميتشيغن أن مؤشرها الذي يقيس ثقة المستهلكين ارتفع في مراجعة نهائية من 79,2 نقطة الى 82,5 في آب في مقابل 81,8 في تموز، وإعلان مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة في شيكاغو ان مؤشرهم قفز على نحو غير متوقع من 52,6 نقطة الى 64,3 في الفترة عينها. وقد تداخلت كل هذه المعطيات لتحجب استقرار معدل البطالة في منطقة الأورو الى 11,5 في المئة في تموز أوروبياً وتراجع الانفاق الاستهلاكي للاميركيين بنسبة 0,1 في المئة في تموز على رغم زيادة مداخيلهم الفردية بنسبة 0,2 في المئة، وتجعل الأورو يقفل في نيويورك بـ1,3135 دولار في مقابل 1,3185 أول من أمس في تطور ساعد الذهب على التماسك لتقفل الأونصة منه بـ1287,50 دولاراً في مقابل 1289,00 وأونصة الفضة بـ19,50 دولاراً في مقابل 19,52 في الفترة عينها.
وانتهت أسواق الاسهم الاوروبية آخر جلسات الاسبوع بارتفاع محدود في تعاملات ضعيفة ومتقلبة بين آمال البعض في تحفيز كمي وشيك للاقتصاد في منطقة الأورو وتخوف البعض الآخر في تزايد مظاهر انكماش الاسعار، فأقفلت البورصات في هذه المنطقة بتحسن راوح بين 0,60 في المئة في ليشبونة و0,08 في المئة في فرانكفورت. كذلك بالنسبة الى الاسهم الاميركية التي سجلت أمس مكاسب محدودة في تداولات ضعيفة عشية عطلة عيد العمل في الولايات المتحدة الاثنين، فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 18,75 نقطة على 17098,32 نقطة و22,57 نقطة على 4580,27 نقطة توالياً.