أعلن لقاء سيدة الجبل العمل لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم وذلك على أساس التأكيد ان لا تمييز بين إرهاب وإرهاب، وان الإرهاب يطال الجميع، والتشديد على ان حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات، وأن ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، وتعميم التجربة اللبنانية
ومما جاء في البيان الذي أعلنه منسق الامانة العامة لقوى “14 آذار” النائب السابق فارس سعيد في الخلوة العاشرة للقاء، لقد تم الاتفاق على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم.
وذلك على الأسس التالية:
أولاً- لا تمييز بين إرهاب وإرهاب.
وهذا موقف أخلاقي قاطع. لا يمكن أن نشعر بالإشمئزاز من جرائم “داعش” ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتّم عليها. إن إدانة إرهاب “داعش” يستدعي أخلاقياً ومنطقياً أن ندين الإرهاب الذي يمارس بحق الشعب في سوريا، والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة. الإرهاب مرفوضٌ أياً كان مصدره. وليس هناك مجرم يتمتع بامتياز يخوّله أن يرتكب المجازر دون أن يتحمّل اللوم ودون أن توجّه إليه أصابع الإتهام.
ثانياً- الإرهاب يطال الجميع.
الأقليات كما الأكثرية. صحيح أن المسيحيين والأقليات يتعرضون للإرهاب والتهجير على يد “داعش”، إلا أن معظم ضحايا “داعش” هم من المسلمين. ومن يتعرّض للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليست الأقليات وإنما الأكثرية. كما أنه ليس هناك ضحية قيمتها أكبر من ضحية أخرى.
ثالثاً- حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات.
وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الأغلبية المسلمة. إن ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدّة، تحت شعار تحالف الأقليات، يشوّه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء أنظمة مدنية ديموقراطية، ويحوّله إلى شريك في التسلّط الذي يمارسه نظام متهاوٍ لن يطول به المقام، ويُلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وقد بدأ بالأفول.
رابعاً- ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين.
بل حلّ شامل لكل مشاكل المنطقة. وللمسيحيين دورٌ فاعلٌ فيه. الحل بالنسبة للمسيحيين، هو في العمل جنباً إلى جنب مع المسلمين من أجل عالمٍ عربي متنوّر، ديموقراطي وتعددي.
خامساً- تعميم التجربة اللبنانية.
إن التجربة اللبنانية في العيش معاً يُمكن أن تُقدّم للمجتمعات العربية التعددية نموذجاً يُحتذى به. كما أن لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يُصبح مصدر إلهام لعالمٍ عربي متجدد. إن حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ سنة 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجّب تعميمها على العالم العربي.