IMLebanon

معوّض: مواجهة التطرّف لا تكون إلا بالدولة وبالشراكة مع الاعتدال الإسلامي

Michel-Mouawad-dinner-2014

خارج الشرعية لا نريد حماية ونعرف كيف نحافظ على وجودنا

أكد رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوّض أن “الذي يحمي لبنان هو الجيش والقوى الامنية الشرعية. وخارج الشرعية لسنا بحاجة الى أحد يحمينا. نحن في زغرتا نعرف، وعلمنا الناس، كيف نحمي حريتنا وأرضنا ووجودنا”.

وتوجه الى المسيحيين قائلاً: “ان الخيار بين تطرفين لا يحمينا ولا يحمي حريتنا ولا يحمي نمط حياتنا. لا يحمينا الا ثنائية الدولة والاعتدال.لا يحمينا الا نسج مشروع شراكة مع الاعتدال الاسلامي لمواجهة التطرف، مشروع شراكة مع الاعتدال السني في وجه التطرف السني مع الاعتدال الشيعي في وجه التطرف الشيعي”.

وشدد على أن التحدي الأكبر اليوم هو في “انتخاب رئيس للجمهورية لوقف انهيار الدولة واعادة تكوين السلطة والمؤسسات الدستورية من رأسها. وكل الباقي حفلة مزايدات وليس أكثر من فقاعات صابون لالهاء الرأي العام عن الأساس الذي يبقى انتخاب رئيس جديد”.

كلام معوّض جاء في العشاء السنوي الذي أقامته جمعية المساعدات الاجتماعية في مجمّع إهدن كاونتري كلوب بحضور الوزيرة السابقة نايلة معوض، النائب السابق جواد بولس، النائب السابق قيصر معوض، عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار يوسف الدويهي، ممثل حزب “القوات اللبنانية” سركيس بهاء الدويهي، مثل تيار المستقبل طارق عجاج، ممثل حزب “الكتائب” اللبنانية ميشال باخوس الدويهي، نائب رئيس حزب “التقدمي الاشتراكي” الدكتور كمال معوض، القنصل الفخري لسيراليون دونالد العبد، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، رئيس صندوق التعاضد الماروني الاب نادر نادر، رئيس نادي السلام الخوري اسطفان فرنجية، الرئيس الاسبق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي، رئيسة كاريتاس زغرتا الآنسة انطوانيت بلعيس وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات الحزبية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والنقابية والثقافية والتربوية في زغرتا – الزاوية وحشد من المغتربين وأعضاء وكوادر “حركة الاستقلال” وأبناء زغرتا الزاوية.

mareille-moawad

بداية، النشيد الوطني اللبناني، فنشيد “حركة الاستقلال” ثم تمّ عرض فيلمين كتحية لروح كل من رئيس بلدية زغرتا السابق الراحل توفيق معوّض ومنسّق قطاع الجرد في “حركة الاستقلال” المحامي الراحل طوني يونس، بعدها كانت لفتة من جمعية المساعدات الاجتماعية الى الشابة نور أسعد كرم التي فازت في مسابقة الشعر الفرنسي في باريس، قبل أن تقوم الوزيرة السابقة نايلة معوّض بتكريم رجل الأعمال الكبير ميلاد الغزال معوّض على إنجازاته التي عددتها معوّض وعرضت لمسيرته في التعهدات والمقاولات وفي الأعمال الخيرية التي شملت كل المناطق اللبنانية. وتسلمت عائلة الغزال معوّض الدرع التكريمي وألقى حفيده بول جوزف معوّض كلمة شكر فيها مؤسسة رنيه معوّض وجمعية المساعدات الاجتماعية على هذه الخطوة متحدثاً عن مزايا جدّه.

nayla-moawad-31

وفي الختام، كانت كلمة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض ومما جاء فيها: “هناك الكثير من الكلام والهمسات والوشوشات عن لقاءات وتفاهمات حصلت بينا وبين تيار المردة. يهمني ان أؤكد بكل صراحة أن لا أساس لكل ما قيل ويقال.

انما وفي الوقت نفسه يهمني أن أؤكد أنني مقتنع أنه، وفي ظل التطورات والتحديات والمخاطر التي نمّر فيها، لا يمكننا وطنياً ولا مسيحياً ولا زغرتاوياً أن نعيش قطيعة، ولو كنّا مختلفين جوهريا في السياسةً.

من هذا المنطلق، وعلى هذه الأسس جرى تواصل بيننا وبين “التيار الوطني الحر” والتقيت العماد ميشال عون قبل أشهر. وفي موضوع العلاقة مع تيار “المردة” دعوني أقول الاشياء كما هي: نعم نحن على خلاف سياسي واضح، إنما وفي الوقت نفسه أنا مقتنع بأنه في هذا الظرف السياسي والامني بالتحديد هناك أمور جوهرية تتعلق بمصلحة زغرتا الزاوية ومستقبلها وأمن أهلها علينا السعي للاتفاق عليها.

وعلى هذه الأسس أنا منفتح على أي تواصل أو حوار مع تيار المردة، وهذا طبعاً لا يعني أي تغيير في الموقع السياسي لكل طرف. انا راسخ في الخيار السيادي الاستقلالي الميثاقي وأتصور أن سليمان فرنجيه واضح في خياراته”.

ولفت الى “أنني مقتنع في الوقت نفسهبأن مواجهة أي مخاطر قد تتعرض لها زغرتا الزاوية لا تتم بمنطق التقوقع. بل على العكس فإن مواجهة المخاطر لا تتم الّا بالشراكة مع محيطنا ومع الاعتدال في محيطنا، وأول هذا المحيط هو طرابلس. دعوني أذكّر بشعار رفعته في انتخابات 2009 حين قلت: “حين يكون الاعتدال في طرابلس بخير تكون زغرتا الزاوية بخير”. واليوم ، وبعد 5 سنوات،أعتقد أن الجميع أصبح مقتنعاً بهذا الشعار ولو ضمنياً”.

وأضاف: “نواجه اليوم جميعنا تنامي خطر الارهاب التكفيري الذي يضرب المنطقة بدأ يهدد لبنان، سواء بالتفجيرات والعمليات الانتحارية التي عشناها في الداخل وسواء بالمواجهات التي نعيشها في عرسال والتي تستمر تداعياتها مع خطف العسكريين من الجيش وقوى أمن داخلي، والتهديدات بذبحهم والتي بدأت تنفّذ. رحم الله شهداء الجيش اللبناني. ونحن متضامنون كل التضامن مع عائلات المخطوفين ومع القيادات الامنية والسياسية لاسترجاعهم. هذا الارهاب لا دين وهو يحاول اعادة المنطقة الى العصر الحجري”.

وسأل: “كيف يمكن أن نواجه “داعش” وأمثال “داعش”؟ ان اعتبار البعض انه بامكاننا أن نواجه التطرف بتطرف مضاد، وأن سلاح “حزب الله” يمكن أن يكون الحل في وجه سلاح “داعش” فهذه أكبر خرافة. أوّلاً لأن التطرف يغذّي التطرف المضاد. فلم تكن داعش لتوجد من دون وجود أرض خصبة، ومن دون ارهاب بشار الاسد بحق شعبه، ومن دون ممارسات ايران المذهبية المتطرفة في العراق وسوريا ولبنان. ان ازاحة نوري المالكي في العراق شكلت اعترافاً عملياً من طهران بأن الاستمرار في القهر المذهبي يغذي “داعش” اكثر فأكثر. وآمل في أن يتم تعميم مؤشرات الاعتراف الايراني في العراق على سوريا لنشهد ازاحة بشار الاسد كمقدمة لقطع رأس “داعش” وعودة الاستقرار، ولتتعمّم أيضا على سياسات “حزب الله” ونشهد عودته الى كنف الدولة اللبنانية.

michel-moawad-31-8-2014

وثانيا، لأن الادعاء بأن سلاح “حزب الله” يحمينا في وجه “داعش” سقط على أرض الواقع. فمن جهة، وعلى رغم الشعارات الرّنانة المرفوعة تبين أنه ما من انتصارات تتحقق في سوريا، لا في القلمون ولا في غير القلمون . كما تبين أن الحسم العسكري وهمٌ مستحيل، وتدخل “حزب الله” في سوريا تحوّل حرب استنزاف بلا أفق تورّط لبنان ويذهب ضحيتها شباب لبنانيون.

ومن جهة ثانية،فإن الوقائع أسقطت شعار “نحن نقاتل داعش في سوريا لمنعها من المجيء الى لبنان”لانها أتت الى لبنان.وحين أتت “داعش” الى لبنان اختبأ “حزب الله” وراء الجيش اللبناني كما حصل في الضاحية حين فشل في تجربة الامن الذاتي بعد التفجيرات، كما اختبأ وراء الجيش في عرسال في المواجهات الاخيرة، وكلام قائد الجيش حول تفاصيل ما جرى كان أكثر من واضح.

لقد تبين عمليا ان الذي يحمي لبنان هو الجيش والقوى الامنية الشرعية. وخارج الشرعية لسنا بحاجة الى أحد يحمينا. نحن في زغرتا نعرف،وعلمنا الناس،كيف نحمي حريتنا وأرضنا ووجودنا.

وذكّر معوّض: “لقد سبق ورفعت أكثر من مرة شعار “ليس هناك من تطرف بسمنة وتطرف بزيت”.ليس هناك من ارهابيين زعران وارهابيين أوادم.وضعنا أمام خيارين:اما ديكتاتورية وحشية أو تطرف تكفيري، أو إما دولة الخلافة أو دولة الولاية، لا يمكن أن يحمي أحداً ولا يؤمن الاستقرار في لبنان والمنطقة.

على العكس تماماً، هذه المعادلةالمذهبية سوف يدخل المنطقة كلها في حرب مئة سنة جديدة تحرق الأخضر واليابس، ولقد بدأنا نرى تباشيرها”.

وتوجّه الى المسيحيين بالقول: “ان الخيار بين تطرفين لا يحمينا ولا يحمي حريتنا ولا يحمي نمط حياتنا. لا يحمينا الا ثنائية الدولة والاعتدال.لا يحمينا الا نسج مشروع شراكة مع الاعتدال الاسلامي لمواجهة التطرف، مشروع شراكة مع الاعتدال السني في وجه التطرف السني مع الاعتدال الشيعي في وجه التطرف الشيعي. فمن يريد مواجهة “داعش” لا يغتال محمد شطح ولا ينفي سعد الحريري.

لذلك أكرّر: لا يحمينا الا الشراكة مع الاعتدال.لا يحمينا الا الدولة بمؤسساتها وجيشها وعلى رأسهم رئيس للجمهورية”.

وشدّد على أن”التحدي الأكبراليوم هو في انتخاب رئيس للجمهورية لوقف انهيار الدولة واعادة تكوين السلطة والمؤسسات الدستورية من رأسها. هكذا نواجه بالفعل”داعش” وكل التطرف.وكل الباقي، تمديد أو لا تمديد للمجلس النيابي وطرح تعديلات دستورية لانتخابات رئاسة الجمهورية، كلها حفلة مزايدات، لا أريد التطرّق إليها، لأنها ليست أكثر من فقاعات صابون لالهاء الرأي العام عن الأساس الذي يبقى انتخاب رئيس جديد.

أعود وأؤكد أنه لن يحمينا في وجه التطرف، أي تطرّف، الاّ ثنائية الدولة والاعتدال. لا تخافوا مهما كانت المصاعب كبيرة، سنبقى في أرضنا وسنبقى نحن والاعتدال أكثرية”.

وبعد الكلمات كانت حفلة ساهرة أحياها الفنان نقولا لأسطا وفرقته الموسيقية.

AES-dinner-_1