Site icon IMLebanon

من هو جورج حسواني الذي يسهل بيع وشراء النفط بين “داعش” والنظام السوري؟

 

استطاعت “داعش” خلال سنتين أن تجمع ثروة هائلة وضعتها على رأس لائحة التنظيمات الإرهابية الأكثر ثراءً. وإن كان جزء يسير من ثروة “داعش” قد جاء من بيع نفط العراق وإختلاس أموال مصارف الموصل، فإنّ ما يزيد عن ثلاثة أرباع هذه الثروة التي تقدر بـ3 مليارات دولار على أقل تقدير، كانت من بيع البترول المستخرج يدوياً من الحقول السورية. بالإضافة الى تصديره الى تركيا، قامت “داعش” بتصريف “انتاجها” من الخام النفطي الى آخر جهة يمكن أن تمر في ذهن المحللين: النظام السوري.

فقد أشارت معلومات مؤكدة من قادمين سوريين سكنوا المحافظات التي تستولي عليها “داعش”، أنّ التنظيم دأب منذ السنة الماضية على بيع ما يستخرجه من النفط الى النظام السوري الذي بات بحاجة ماسة اليه أكثر من السابق مع تدهور خطوط امداداته خصوصاً أنّ أسعار النفط الداعشي تعتبر “تنافسية بلغة الاقتصاد، ففي وقت يبلغ سعر البرميل في السوق العالمية 103 دولار كحدّ وسطي تبيعه داعش بسعر يترواح بين 20 دولار و30 دولار للبرميل الواحد. ويفسر عدد من المحللون ذلك على أنّه كان القطبة المخفية التي حالت دون حصول اشتباكات حقيقية ومعارك حاسمة بين النظام و”داعش”، فيما كان الجيش السوري الحرّ والفصائل الثورية الأخرى تقاتل الطرفين.

ويبقى السؤال الجوهري عن كيفية تسهيل الإمدادات النفطية، ان جاز التعبير، بين الطرفين طوال سنتين رغم العداء الظاهري بينهما؟ وهنا يأتي الجواب: جورج حسواني. فحسواني الذي اشتهر بأنّه استقبل راهبات معلولا خلال فترة اختطافهن في منزله في يبرود، مسقط رأسه، وكان له الدور الحاسم في اطلاق سراحهن لاحقاً كما قيل، وكما معروف فهو محسوب على النظام السوري وله مكانة مميزة لدى الرئيس السوري بشار الأسد، وقد بنى حسواني امبراطورية تجارية بين سوريا وروسيا بعد ان قضى هناك فترة الدراسة وتزوج روسية، ليطلقها لاحقاً ويتزوج سورية علوية من اللاذقية. كما لعب دور وساطة بين الكتائب الثورية المقاتلة في يبرود وبين النظام من أجل تجنيب المنطقة الدمار والقصف من خلال عقد عدة اتفاقات لوقف اطلاق النار وكذلك لاطلاق سراح عدد من أهالي المدينة. كما قام مؤخراً، بلقاء بشار الأسد لاطلاق سراح رجال الأعمال اليبرودي نادر حقوق، الذي اتهم بأنه وراء تمويل كتيبة “أسود السنة”. ولم يقض حقوق في سجن النظام أكثر من 3 أيام. كما كان حسواني وسيطاً من وراء الستار في عملية اطلاق سراح جوناثان بايير، المصور الفرنسي- الأميركي، المختطف من قبل كتيبة أسد الخطيب في رنكوس، مقابل فدية بلغت 400 الف دولار، وقد أوصل المصور بايير الى وئام وهاب الذي أقله بدوره الى السفارة الفرنسية في بيروت.

وبالعودة الى “داعش” والنظام، فقد أفادت معلوماتنا أنّ جورج حسواني إستطاع نسج علاقة مع التنظيم اثمرت تفاهماً لتسهيل نقل المادة الخام من الحقول التي استولى عليها الى مناطق النظام مقابل تحويلات مالية ونقدية يقوم بها شخصياً. وقد استفاد الحسواني بتسهيل الأمر لوجستياً من خلال خبرته في مصفاة بانياس كمدير لها، وكذلك من المشروعات النفطية التي ادارها في السودان والجزائر. وقد حاز الحسواني حتى الآن على ثقة “داعش” التي تعاملت ببراغماتية مع موضوع النفط بعد أن تبيّن لها أن السوق التركية قد تبقى السوق الوحيدة المتوفرة للتصريف إذا قررت عدم التعامل مع جورج حسواني.