أقيم احتفال في السراي الحكومي في الذكرى الـ94 لإعلان دولة لبنان الكبير، وكانت كلمة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تلاها رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر كشف فيها عن غصة لدى الراعي ولدى اللبنانيين لعدم وجود رئيس للجمهورية، وأضاف: ” كنا نأمل أن يكون الرئيس الجديد قد انتخب منذ 25 أيار الماضي”.
وأضاف: “ما أحوجنا اليوم أن نسمع صدى لمواقف البطريرك الماروني الياس الحويك الذي طالب بلبنان يتمتع باستقلال تامّ”، معتبرًا أن رئيس الجمهورية اللبناني وحده يحفظ صدى الحويك. وتابع: “كم يؤلمنا أن يحرم لبنان اليوم رئيسًا للجمهورية”، مبديًا خشيته من أن يجدد المجلس النيابي لهذا الحرمان.
من جهته، أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن اللبنانيين بإتفاق الطائف حققوا تسوية تاريخية نحو ترسيخ تسوية للحكم لكن الصراعات التي شهدتها البلاد زادت من هشاشة الوضع السياسي، مشيرا إلى أن الاخفاق في تنفيذ الاستحقاقات الدستورية هو التعبير الأوضح عن هذا الوضع السيء.
وأشار الى أن مكافحة الارهاب الظلامي الذي ينشر القتل المجاني والتطهير العرقي باسم تفسيرات مشوهة للاسلام يجب ان تتصدر اولوية الاهتمامات، ومواجهة هذه الموجة عملية معقدة وطويلة تتطلب استنفار كل الجهود من دون تجاهل العوامل التي ساهمت في بروز الارهاب”، مشددًا على أن الحكومة تتعامل مع قضية الأسرى باعتبارها اولوية قصوى، ومتوجهًا لعائلات العسكريين المخطوفين بالقول: “لستم وحدكم لبنان كله معكم”.
وتابع سلام: “الوصول إلى نهاية سعيدة لهذا الملف يتطلب أقصى درجات التضامن ودعم الجهود السرية التي تقوم بها الدولة كما يتطلب الحكمة”، مشيرا إلى أن “المعركة مع الارهاب ما زالت في بداياتها والشرط الأول للفوز فيها هو رص الصف الداخلي الذي يشكل خط الدفاع الأول عن لبنان واللبنانيين”.
سلام طالب بتعزيز المؤسسات الوطنية ودعم الجيش والقوى الأمنية والعودة إلى روح الميثاق الوطني والتمسك بدستور الطائف المرجع الوحيد الذي يمكن الاحتكام اليه لتنظيم الحياة السياسية، داعيًا إلى الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني رمز الدولة اللبناني ورأسها، وأضاف: “بهذه الطريقة نحصن البيت اللبناني الداخلي ونضخ الحيوية في مؤسساتنا لمواجهة ما نتعرض له من الداخل والخارج”.
وختم سلام: “لبنان باق واحدا موحدا ضمن حدوده التي اعلن عنها منذ 94 عاما فلنحفظ هذه الرسالة التي اسمها لبنان”.
بدورها، رأت النائبة بهية الحريري أن دولة لبنان الكبير وعاصمتها بيروت ما كانت لتكون لولا الإيمان العميق لغبطة البطريرك الياس الحويّك بلبنان واللبنانيين، وأضافت: “باجتماعنا اليوم نجسد الوحدة الوطنية ونشكر الرئيسين سلام وسليمان على استضافتنا”.