أثار “عطل تقني” غير مؤكد على ما أوضح احد المديرين في الخطوط الجوية التركية بلبلة في مطار “اتاتورك” في اسطنبول بعد تأخير الرحلة رقم ٠٨٢٨ المتوجهة الى بيروت لاكثر من ٤ساعات ونصف عن موعدها فجر اليوم، من دون أي عذر او توضيح، فقط إعلان على اللوحة الإلكترونية. ما أثار امتعاض الركاب، وعلت أصواتهم خصوصا ان الكثيرين منهم من ركاب الترانزيت الذين امضوا أكثر من ٢٤ ساعة في السفر، وبينهم العديد من كبار السن والأطفال.
منهم من افترش الأرض ونام، ومنهم من عبّر عن تعبه بالصراخ والأطفال بالبكاء.
ودخلت السياسة على الخط، فبدأت التكهنات، إلى ان توجه شاب، على ما يبدو يسافر كثيراً، يفاوض بتهذيب المسؤول الذي لم يتصرف بمسؤولية بل هدد بإحضار الشرطة كلما حاول احد الركاب أخذ صورة او تسجيل ما يجري.
ولابعاد المسؤولية عنهم، افتعلوا إشكالاً مع احد الركاب واستدعوا الشرطة وهددوا بمنعه من الركوب في الطائرة لاحقا، وإذ تبين لاحقا انه مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس اسامة حمدان الذي كان في زيارة رسمية للقاء المسؤولين الاتراك ولزيارة الجرحى الذين سقطوا في الحرب على غزة، عندها اعتذروا منه وسمحوا له بالصعود الى الطائرة. وأوضح “المسؤول” أنّ ما حصل عطل تقني لا علاقة له بسياسة الدولة التركية حيال اللبنانيين!
وبعد المفاوضات، اقترحوا فندقا في ابعد مكان في إسطنبول لمن يرغب في امضاء ساعة واحدة! طرح ساخر وغير مجدي ثم قالوا ان تأخير الساعات الأربع يرتب عليهم فقط تقديم “سندويشات” ومشروب، غير أنّ التأخير كان لأكثر من ٤ ساعات، كما رفضوا استقبال الركاب في القاعة المخصصة لركاب درجة الأعمال بحجة أنهم ينظفونها.
عمّت الفوضى وعلا الصراخ، وتوعد الكثير من الركاب بعدم السفر مع الخطوط الجوية التركية أبدا حتى لو اضطروا إلى ذلك. وبأنهم سيملأون وسائل الاتصال الاجتماعي من “فايسبوك” و”تويتر” وغيرها بالأخبار “المشرّفة” عن عدم احترام الشركة للركاب.
“أنا دفعت ثمن تذكرة السفر وليست منّة من الشركة، أريد احترامي كمسافر وتأمين الخدمة التي اشتريتها”، علق احد الركاب النروجيين المتوجه الى بيروت ملوحاً بتذكرته في وجه المسؤول. فتاة سورية اتية من المانيا عبرت عن سخطها صارخة: “أهلي أتوا تحت الخطر من سوريا لاحضاري من مطار بيروت، كي أبقى هنا ساعات اضافية في المطار”.
وفي كل هذه المعمعة حضرت بين الجموع فجأة أفواج من “المترجمين” لنقل اعتراضات الركاب وترجمة ردات فعلهم ونقلها للمسؤول الذي فاته كل الشتائم والتعبير عن الغضب. الساعة الخامسة فجرا علقت الشركة على اللوحة الإلكترونية أنها ستفتح أبوابها.