شيعت بلدة فنيدق العكارية ابنها الرقيب في الجيش اللبناني الشهيد علي السيد، الذي قضى ذبحًا على أيدي عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وشارك في التشييع الحاشد النائب قاسم عبد العزيز ممثلاً الرئيس سعد الحريري، كما شارك ممثل قائد الجيش العقيد الركن وليد الكردي وممثلون عن المديرين العاملين في الدرك وأمن الدولة والأمن العام، والنائبان خالد زهرمان ونضال طعمة والنائب السابق وجيه البعريني ورئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ مالك جديدة ومفتي عكار الشيخ زيد زكريا ومنسقو تيار المستقبل في عكار وحشد من الفاعليات ورؤساء البلديات.
ووسط إطلاق كثيف للنيران ونثراً للارز والتكبيرات، وصل الشهيد إلى بلدته فنيدق حيث إستقبله حشد مهيب من الاهالي الذين اثنوا على دور القوى الامنية في حماية لبنان، معتبرين ان الشهيد هو شهيد لبنان ككل وليس شهيد المنطقة او العائلة.
واكد ممثل قائد الجيش في التشييع على دماء الشهداء أمانة في أعناق الجميع واضاف: “سنبذل المزيد من التضحيات ليبقى لبنان واحداً موحدًا”.
وكان موكب الشهيد انطلق قرابة الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الأربعاء من أمام المستشفى العسكري المركزي في بدارو، متوجهًا إلى مسقط رأسه.
وأقدم المشاركون في الموكب على قطع الطريق الدولية الرئيسية عند نفق نهر الكلب لبعض الوقت، اعتراضاً على كلّ السياسيين الرافضين لمبدأ التفاوض لإطلاق باقي العسكريين المختطفين لدى الجماعات المسلحة.
وقال رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الإله زكريا المرافق للوفد إن “الأهالي يبدون استياءً كبيراً ازاء إمعان بعض السياسيين في مواقفهم المتعنتة ورفضهم التفاوض مع الجهات الخاطفة لاطلاق العسكريين”، مضيفًا: “لا يمكن لنا السكوت وأولادنا يعودون إلينا مقطوعي الرؤوس”.
وتوقف الموكب في محطات عدة، وفي بلدة المحمرة، ألقى والد الشهيد السيد كلمة شكر خلالها “أهالي البلدات المجاورة على الحضور الكثيف لتشييع ابنه”، وقال: “أطالب الجميع بعدم اطلاق الرصاص، وابني شهيد الوطن، وهذا شهيد كل عكار وفنيدق ولبنان واتمنى عودة جميع الأسرى”. واضاف: واضاف: اتمنى ان يكون ابني قتلى فداءً عن العسكريين.
من جهته، قال السيد عم الشهيد في كلمة ألقاها باسم العائلة: “خانه السياسيون جميعاً، خانه نوابنا ومسؤلينا ودولتنا باعته بثمن بخس”، متسائلاً “لماذا، هل لأنه ليس أبن مسؤول ولا ابن دجال ومنافق ولا ابن (وزير الداخلية نهاد) المشنوق الذي بصمته شنق الشهيد علي السيد ولا ابن (رئيس مجلس النواب نبيه) بري الذي سمح لهم أن قتلوه بطريقة لا انسانية”.
وتابع “أيها المسؤولون في الدولة اللبنانية لماذا لا تفاوضون الآن، فاوضتم خاطفي أعزاز وفاوضتم خاطفي راهبات معلولا وتوقفتم عن فك اسر حماة الوطن، سئمنا منكم ايتها الدولة وسئمنا منكم ايها المسؤولون سيأتيكم اليوم الذي فيه ستندمون، لن نخاطبكم بعد الآن وانما نحن من سيفرض الكلام”.
دعا إلى “ثورة الكرامة، ثورة ندعس فيها كل خائن وعميل، ثورة الشرف لفك أسر حماة الشرف”، مضيفاً “لن نسكت حتى يأتون سالمين”.