دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للإبتعاد عن الخلافات والإنقسامات بين اللبنانيين، ونبدأ بإنتخاب رئيس الجمهورية، متسائلاً “لماذا لم نتوصل الى هذا الإنتخاب بعد”؟ وقال: “ليت جميع المرشحين يتبعون كلام الإنجيل فينسحبوا أمام مصلحة الوطن عوضًا عن المصلحة الشخصية”.
الراعي، ترأس قداسًا الهيا لمناسبة تدشين قاعة القديس رومانوس في بلدة حدشيت، بحضور النائبة ستريدا جعجع ممثلة رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، وألقى عظة دعا فيها الى تشابك الأيدي لإنماء البلدات والقرى وللتلاقي والتواصل لما فيه بناء المجتمع والوطن، طالبًا من المؤمنين التمسك بالمبادىء المسيحية.
ودعا المسيحيين لكي يدركوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولا ينسوا بأن لبنان لا يخصّ اللبنانيين وحدهم بل جميع مسيحيي الشرق الأوسط الذي لا تستطيع دوله أن تلقي هويتها، وأسف أن يتحول الربيع العربي الى ربيع قتل ودمار وتهجير وحركات تكفيرية، ورأى أنّ النظر أصبح متّجهًا الى لبنان، وأن مسؤولية مسيحيي الشرق ملقاة على أعناق المسيحيين في لبنان”.
وإذ كرّر إنتقاده لتعاطي الغرب مع العالم في الشرق، وسعي الدول الكبرى لبيع الأسلحة وإستغلال البترول والغاز، أكّد الراعي أنّ الشرق بحاجة الى المسيحيين لأنّ لغتهم هي لغة السلام والمحبة، ودعا الى التشبت بالأرض اليوم أكثر من أي وقت مضى والى الإنتباه الى بعضنا البعض والتكاتف بين المسلمين والمسيحيين للحفاظ على التوازن وعلى الوطن.
وختم شاكرًا من ساهموا في إتمام المشروع، متمنيا أن تكون أيامهم كلّها فرح.
وبدورها، قالت جعجع: “إسمح لي صاحب الغبطة أن أخرج عن النص لأن عظتك أثرت بي كثيرا عندما تحدثت عن التواضع والكبرياء والإستحقاق الرئاسي المعرقل اليوم، والحكيم فهمك سريعا وخصوصا عندما وضع بالأمس ترشيحه في مصلحة لبنان أولا ومصلحة الموقع المسيحي الأول في الدولة، وقال: “أنا لست بمتشبث بترشيحي وليس عندي كبرياء وأتمنى على الفريق الآخر أن ينعدي منا”.
وأضافت: “أنا أتمنى أن يسمع الفريق الآخر الصرخة التي أطلقتها اليوم في عظتك خلال القداس من حدشيت بلدة المقاومة وبلدة الرجال. وأتمنى أن تكون هذه الصرخة التي أطلقتها المعبرة عن وجع المسيحيين في الموصل والتي تعبر عن آراء جميع المسيحيين المخلصين والمؤمنين بلبنان بأن لبنان هو المعقل الأخير للمسيحيين في هذا الشرق”.
وختمت: “من هنا أتمنى أن يسمع الفريق الآخر الصرخة النابعة من القلب، وأن نكون قد أظهرنا التواضع الذي لا نتباهى به بل نفكر دائما في مصلحة وطننا وطائفتنا طبعا وهذا أقل ما يمكن فعله”.