IMLebanon

اتجاهات الأسواق تحسن بورصة بيروت في سوق خاملة

Nahar
ايلي قهوجي

لا يزال مصير العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم الجماعات الارهابية المتطرفة من عرسال مجهولاً منذ نحو شهر، غداة تصفية احدهم مطلع الاسبوع، الشغل الشاغل للحكومة التي عقدت جلسة اخرى أمس خصصتها لهذا الموضوع. ولم يكن للحديث عن استحداث “خلية ازمة” لمتابعة هذا الملف، الذي بات يخشى ارتداداته السياسية والامنية على البلاد، اي انعكاس ايجابي على الاسواق المالية اللبنانية أمس، وخصوصاً بعدما تردد عن انتشار مسلح لهذه الجماعات في عرسال وغيرها من الاماكن داخل لبنان وعلى حدوده الشمالية – الشرقية في ظل شائعات عن تفخيخ سيارات معدة للتفجير. وفي انتظار مقررات مجلس الوزراء، جاء اداء بورصة بيروت أمس ايضا ضعيفاً لايثار المتعاملين فيها تجنب المخاطر التي تكتنف التوظيف في هذه المرحلة البالغة الضبابية التي تجتازها البلاد من كل جوانبها. وأدى ذلك أمس ايضا الى اقتصار حركة العرض والطلب فيها على تلبية الحاجات الملحة للبعض من السيولة بيعا لكميات محددة من الصكوك المالية المدرجة على لوائحها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها لاعادة ترتيب محافظ المالية العائدة اليها. وتناولت هذه العمليات أمس كذلك “سوليدير” وعدداً من المصارف أفضت في نهاية المطاف الى تقلبات ضيقة لاسعار اسهم هذه الشركة الاكثر انتشاراً في السوق بين أعلى على 12,67 دولاراً وأدنى على 12,50 دولاراً الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ12,62 دولاراً في مقابل 12,49 أول من أمس (زائد 1,04 في المئة) والفئة “ب” بـ12,51 دولاراً (دونما تغيير). وفي قطاع المصارف، ارتفعت اسعار اسهم “بنك عوده” المدرجة من 6,01 دولارات الى 6,09 (زائد 1,33 في المئة) وتراجعت أسعار اسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2009 من 100,50 دولار الى 100,10 (ناقص 0,39 في المئة) الذي استقرت اسعار أسهمه المدرجة على 1,64 دولار.
وتبعا لذلك، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية، بارتفاع مقداره 3,99 ونسبته 0,34 في المئة على 1188,70 نقطة في سوق هزيلة تبودل فيها 10733 صكاً قيمتها 187462 دولاراً، وفي مقابل تداول 93014 صكاً قيمتها 928581 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، كان الحدث الابرز الذي طبع تطور الاسواق المالية الخطوة التي اقدم عليها المركزي الاوروبي أمس وقضت بخفض معدل الفائدة الاساس لديه الى 0,05 في المئة في مقابل 1,15 في المئة منذ حزيران الماضي لتجنب وقوع الاقتصاد في منطقته في الركود بعد الانكماش الحاد للاسعار فيها (deflation) المسيء الى النمو والذي بلغ في آخر مسح لـEurostat 0,3 في المئة معدلاً وسطياً للتضخم فيها بالتزامن مع خفض الفائدة على الودائع المصرفية لليلة واحدة الى ناقص 0,2 في المئة وعلى القروض الى 0,3 في المئة. وسرعان ما تفاعل المستثمرون المؤسساتيون مع هذه الخطوة التي ارفقت بزيادة ملحوظة في خطته التحفيزية للاقتصاد بشراء اصول وسندات اوروبية مضمونة بما يصل الى 500 مليار أورو على ثلاث سنوات، فسارعوا الى التخلي عن الاورو الذي هبط فترة الى ما دون عقبة الـ1,30 دولار (الى 1,2915 دولار) للمرة الاولى منذ 14 شهراً في أسواق القطع التي تجاهلت زيادة الطلبات الصناعية في المانيا بنسبة 4,6 في المئة في تموز بعد تراجعها بنسبة 2,7 في المئة في حزيران. الا ان الضغوط على العملة الاوروبية الموحدة عادت الى الانحسار قليلاً بعد صدور بيانات احصائية أميركية متباينة بين زيادة عدد طالبي اعانات البطالة في الولايات المتحدة الاسبوع الماضي 4000 الى 212 الفاً في نهايته وعدم تمكن القطاع الخاص فيها من استحداث اكثر من 204 الاف وظيفة في مختلف قطاعاته غير الزراعية في آب في مقابل 212 الفاً في تموز ومراجعة معدل الانتاجية الصناعية نزولاً من 2,5 في المئة الى 2,3 في المئة في الفصل الثاني من جهة، وتراجع العجز الجاري بنسبة 0,6 في المئة الى 40,5 مليار دولار في تموز مقابل 40,8 ملياراً في حزيران من جهة اخرى. وقد تداخلت كل هذه الاعتبارات لتجعل الاورو يقفل في نيويورك بـ1,2945 دولار في مقابل 1,3145 أول من أمس، في تطور حال دون تماسك المعادن الثمينة، اذ اقفلت أونصة الذهب بـ1262,75 دولاراً في مقابل 1270,50 واونصة الفضة بـ19,10 دولاراً في مقابل 19,24 في الفترة عينها. كما ارتفعت اسعار الاسهم على جانبي الاطلسي بدعم من خفض اسعار الفائدة الاوروبية لتلامس صفراً في المئة وشراء سندات اوروبية مضمونة اعتباراً من الشهر المقبل، فاقفلت البورصات في منطقة الاورو بزيادة راوحت بين 2,82 في المئة في ميلانو و1,02 في المئة في فرانكفورت. الا ان الاسهم الاميركية التي تفاعلت ايجاباً مع الاجراءات النقدية الاوروبية بعد الافتتاح عادت وعانت جني ارباح عليها تحسباً لما ستفضي اليه ارقام البطالة في الولايات المتحدة في آب التي ستصدر اليوم، فاقفل مؤشر داو جونز الصناعي وناسداك بتراجع مقداره 8,70 نقاط على 17069,58 نقطة و0,28 نقاط على 4562,29 نقطة توالياً.