دخل عنصر مضمون ورقة وزير المال علي حسن خليل التي عرضها في مجلس الوزراء والتي تحمل تحذيراً من تردي وضع المالية العامة، كلاعب مؤشر في الأسواق لجهة الانعكاسات الخاصة بتأمين مصادر تمويل احتياجات الدولة بالعملات الأجنبية في ظل تحذيرات من مؤسسات التصنيف الدولية إلى لبنان وبعض الدول الناشئة من انعكاسات ارتفاع الفوائد وتزايد المديونية العامة.
التخوف الذي أطلقته مؤسسة «فيتش» إلى لبنان وبعض الدول يحمل تحذيراً من ارتفاع كلفة الفوائد في ظل التوجهات الأميركية برفع الفوائد على الدولار مما سينعكس زيادة كلفة على أسعار سندات «اليوربوند» التي تسعى وزارة المال للحصول على تشريع إصدارها، وهو أمر يتطلب موافقة مجلس النواب بإصدار قانون في حال اجتماعه.
ونظرت الأسواق إلى مضمون ورقة وزير المال بعين الترقب لا سيما ان استحقاقات لبنان بالعملات ستكون كبيرة خلال العام 2015.
يضاف إلى ذلك الصعوبات التي تواجهها المصارف في المشاركة في الاكتتابات بانتظار الفوائد التي ستضعها المالية وآجال السندات، لا سيما ان المصارف تحمل سندات خزينة لآجال متوسطة وطويلة بفوائد أقل 6,7 في المئة تقريباً لعشر سنوات وهو أمر في حال صدوره سيجعل المصارف تعيد النظر باكتتاباتها لكونها ستتحمل كلفة أعلى من الأوراق المتوافرة لديها، فالأسواق المالية تأثرت فوراً بالتطورات الحاصلة على صعيد الاقتصاد الأميركي وتوقعات ارتفاع الفوائد، وقد ظهر ذلك فوراً من خلال بروز طلب على الدولار نتيجة التحذيرات من أوضاع المالية العامة الصادرة عن وزير المال ومن ثم عن رئيس الحكومة تمام سلام. يأتي هذا التخوف في ظل تحذيرات مؤسسات التصنيف الدولية للدولة المدنية والدول الناشئة ومنها لبنان الذي يمر بصعوبات سياسية وأمنية وصعوبات تمويل احتياجات الدولة.
لقد ترجمت الخطوط الأولى بطلب الدولار وارتفاع سعر التداول من 1507 ليرات إلى 1512 و1513 ليرة للدولار تحسباً لما قد يحصل لاحقاً.
أما الأوراق اللبنانية وسندات «اليوروبوند» آجال 2021 وما قبل فقد توقف الطلب عليها داخلياً وخارجياً في إطار زيادة حال الحذر والترقب في ظل تمدد الفراغ في المؤسسات الدستورية وعدم التوصل إلى صيغة لانتخاب رئيس للجمهورية. فالورقة المالية الاقتصادية لوزير المال زادت حال الحذر لدى الأسواق المالية التي تمر بأجواء غير مستقرة أصلاً.
في هذا الوقت كان الإقبال على سندات الخزينة بالليرة محدوداً جداً من قبل المصارف حيث ما زال مصرف لبنان يصدر شهادات الإيداع ويغطي العجز في اكتتابات سندات الخزينة.
البورصة: حركة محدودة
حضر الفراغ السياسي أكثر وأكثر في نشاط بورصة بيروت مضافاً إليه ضعف التداولات الصيغة. فقد بلغت تداولات بورصة بيروت خلال الأسبوع الحالي المنتهي في 5/9/2014 ما مجموعه 344 ألفاً و614 سهماً قيمتها حوالي 3 ملايين و513 ألف دولار، مقابل تداولات للأسبوع الماضي بلغت حوالي المليونين و882 ألفاً و296 سهماً قيمتها حوالي 20 مليوناً و99 ألف دولار.
هذا التراجع بالقيمة الذي بلغ حوالي 16,59 مليون دولار بما نسبته حوالي 79 في المئة كذلك التراجع من حيث العدد يعود إلى بعض العمليات التي جرت في الأسبوع الماضي على بعض الأسهم المصرفية.
أما الأسهم التي تغيرت أسعارها خلال الأسبوع فكانت على الشكل الآتي:
1ـ استقرت أسهم سوليدير بشكل عام حيث تراجع السهم «أ» بنسبة نصف في المئة وأقفل على سعر 12,56 دولاراً مقابل 12,62 دولاراً للأسبوع الماضي. في حين ارتفع سهم سوليدير «ب» بنسبة 0,7 في المئة وأقفل على سعر 12,61 دولاراً مقابل 12,52 دولاراً.
2ـ تراجع سهم بنك عوده العادي المدرج بنسبة 2,9 في المئة وأقفل على سعر 6,09 دولارات مقابل 6,27 دولارات للأسبوع الماضي كما تراجع سهم بنك عوده التفضيلي «E» بنسبة 0,2 في المئة وأقفل على سعر 100,50 دولار.
3ـ ارتفع سهم بنك بيبلوس العادي المدرج بنسبة 1,2 في المئة وأقفل على سعر 1,64 دولار مقابل 1,62 دولار للأسبوع الماضي.
في حين تراجع سهما بيبلوس التفضيلي 2008 و2009 بنسبة 0,4 في المئة.
4ـ تراجع سهم هولسيم ليبان للأسمنت بنسبة 3,3 في المئة وأقفل على سعر 14,50 دولاراً مقابل 15 دولاراً للأسبوع الماضي.
الدولار خارجياً
تراجع الدولار في التعاملات الأميركية المبكرة أمس، بعدما أظهرت بيانات حكومية أن الشركات الأميركية أضافت وظائف بأقل وتيرة في ثمانية أشهر، ما نال من الثقة في الاقتصاد الأميركي، وعزز الرهانات على أن «مجلس الاحتياطي الاتحادي» (البنك المركزي الأميركي) قد يترك أسعار الفائدة قرب الصفر لفترة أطول مما كان متوقعاً في السابق. وارتفع اليورو مقابل العملة الأميركية 0.14 في المئة إلى 1.2961 دولار، بعدما هوى في وقت سابق من الجلسة لأدنى مستوى له في 14 شهرا 1.2920 دولار. وهبط الدولار لأدنى مستوى في الجلسة 104.71 ينات، بعدما قفز لأعلى مستوى في نحو ست سنوات 105.71 ينات على منصة التداول الالكتروني إي.بي.إس.
النفط
استقر سعر خام برنت قرب 102 دولار للبرميل أمس، متجهاً لتسجيل ثالث خسارة أسبوعية في أربعة أسابيع مع تأثر الطلب سلباً بصعود الدولار، لكن بيانات تظهر انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة حدّت من تراجع الأسعار. وارتفع سعر الخام الأميركي 28 سنتاً إلى 94.73 دولاراً للبرميل.
الذهب
تعافى سعر الذهب من أدنى مستوياته في نحو ثلاثة أشهر أمس، إذ بلغ سعره 1256.90 دولاراً للأوقية (الأونصة). وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1264.30 دولاراً للأوقية، بينما نزل سعره في العقود الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول 1.60 دولار إلى 1264.90 دولاراً للأوقية.
الأسهم الأميركية
فتحت الأسهم الأميركية من دون تغير يذكر أمس، فتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 11.14 نقطة، أو ما يعادل 0.07 في المئة إلى 17058.44 نقطة. ونزل ستاندرد آند بورز 500 بواقع 0.57 نقطة، أو ما يعادل 0.03 في المئة إلى 1997.08 نقطة. وهبط ناسداك المجمع 0.40 نقطة أو ما يعادل 0.01 في المئة إلى 4561.89 نقطة.
الأسهم الأوروبية
تراجعت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس، فنزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.1 في المئة إلى 1399.68 نقطة. وفي أنحاء أوروبا، استقر مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني عند الفتح، بينما تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.05 في المئة، وداكس الألماني 0.1 في المئة.
الأسهم اليابانية
تراجع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية أمس، وسط تعاملات متقلبة لكن الخسائر كانت محدودة، بدعم من ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته في ست سنوات أمام الين عقب إعلان البنك المركزي الأوروبي عن خطوات للتيسير النقدي. ونزل مؤشر نيكي القياسي 0.1 في المئة، ليغلق عند 15668.68 نقطة. وخسر مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.3 في المئة مسجلا 1293.21 نقطة، بينما انخفض مؤشر جيه.بي.اكس- نيكي 400 بالنسبة نفسها إلى 11732.03 نقطة.