أضاءت الفنانة جوليا بطرس مسرح بلاتيا في جونيه، على مدى يومين متتاليين، من خلال حفلتين غنائيتين ضخمتين، تميزتا بمعايير عالية، سواء من ناحية آداء جوليا وصوتها الذي روت فيه حكاية الوطن بكل نواحيها الرومنسية والوطنية والوجدانية، حيث غنت الوطن والحب لتجسد اسطورة وطن وشعب نموذجية، أو من ناحية الألحان واللوحات الإخراجية، إضافة إلى موسيقى عالمية بقيادة الـ”براغ philharmonic orchestra”، ومشاركة عدد من الموسيقيين الدوليين بقيادة المايسترو هاروت فازليان يرافقه على البيانو الموزع والعازف الموسيقي ميشال فاضل.
بدأت جوليا إطلالتها المميزة، بالترحيب بجمهورها عبر تقديم أغنية “طل وشرف” من البومها الجديد “حكاية وطن”، وأتبعتها بمزيج رائع من أغان رومنسية تدخل القلوب من خلال كلمات قريبة من الواقع.
ولم يغب عن جوليا توجيه تحية للجيش اللبناني من خلال أغنية “أطلق نيرانك”، موجهة أيضاً تحية احترام بكلمات مختصرة لكل من قدم نفسه شهيداً على مذبح الوطن ليبقى لبنان، تاركةً للصوت والصورة حرية التعبير عن مدى اجلالها للمؤسسة العسكرية، فكانت صور ابطال الجيش اللبناني على المسرح تؤدي تحية الشرف والتضحية والوفاء على انغام هذه الاغنية، وبتفاعل كبير من الجمهور الذي اعلن ولاءه للجيش من خلال مطالبته بالمزيد والمزيد.
ولأنّها تضع دائماً الوطن نصب عينيها، أرادت جوليا ان تضاء في حفلها شموع ليحيا الوطن، متوجهةً للجمهور بالقول” غنوا معي حكاية وطن وضووا شمعة”. فأضيئت الشموع لتنير المسرح وعلت اصوات الجمهور مردّدين: “كل اللي منحبن صاروا حكاية وطن… دفعوا الثمن دمن وغالي كان الثمن”.
وكان ملفتاً في حفل جوليا أنّها أنشدت صلاة “يا رب”، متضرعةً له طالبة منه حماية لبنان والوطن اجمع.
وقد أعاد الجمهور جوليا مرات عدة الى المسرح، فهو لم يشأ أن يصحو من هذا السحر الرائع والمميز الذي اضفته على ضيوفها صوتاً وحضوراً وآداءً، خاتمةً الحفل بأغان وطنية قديمة وجديدة أشعلت قلوب ومشاعر الحضور مراراً وتكراراً.
وقد حضرت الحفل شخصيات سياسية من فريقي 8 و 14 آذار، إضافةً الى عدد كبير من الوجوه الاجتماعية والفنية والاعلامية.