Site icon IMLebanon

النموذج الاقتصادي الاسكندنافي يتشقق تحت الضغوط

FinancialTimes
ريتشارد ميلن
لقد كان نموذج بلدان الشمال الأوروبي لفترة طويلة مرادفاً للإنفاق الحكومي الوفير على الرعاية الاجتماعية، لكن الثورة السويدية في السنوات الثماني الماضية لحكم يمين الوسط، في جلب القطاع الخاص ليس فقط في المدارس فحسب، بل وفي المستشفيات ودور الرعاية قد أثارت الحديث حول التغيير في نموذج بلدان الشمال. وأعلنت مجلة إيكونومست: “إن شوارع ستوكهولم باتت مغمورة بدماء الأبقار المقدسة”.

الشركات، وغالباً ما تدعمها شركات الأسهم الخاصة، تبني العديد من رياض الأطفال والمستشفيات وتشغل دور المسنين والعيادات الصحية. وتشير الأرقام إلى أن واحداً من ست كرونات أنفقت من قبل السلطات المحلية على المدارس والمستشفيات ودور المسنين في عام 2012، ذهبت إلى شركات خاصة.

تقدم القطاع الخاص إلى مجال الخدمات العامة خيب آمال العديد من يسار الوسط، المنافس في انتخابات الشهر المقبل. يقول كارل بيتر ثوروالدسون، رئيس اتحاد نقابات العمال السويدية: “الكل يعتبر نموذج بلدان الشمال على أنه نموذج يحتذى به، ولكن لدينا إجهاد ضخم يجري وضعه في السويد على حكومة محافظة”.

لقد أضرت فضائح مختلفة بتصور شركات الأسهم الخاصة في أذهان الناس، حيث ذكرت وسائل الإعلام السويدية عن دار رعاية مملوكة للأسهم الخاصة في ستوكهولم، غالباً ما يتم فيها إهمال المتقاعدين. وأشارت تقارير إلى أن الموظفين كانوا يزنون الحفاظات للتأكد من أنها كانت تستخدم إلى أقصى حد. وشكا عمال الرعاية الصحية من زيادة الإجهاد بسبب التركيز المستمر على الكفاءة.

المدارس والرعاية الصحية ورعاية المسنين تشكل مصدر قلق للناخبين، ولكن الأحزاب اليسارية لديها أفكار مختلفة حول كيفية التعامل مع تأثير القطاع الخاص.

ذهب الشيوعيون السابقون في حزب اليسار إلى ما هو أبعد بكثير في الرغبة في منع الشركات الخاصة من تحقيق الربح، ولكن ذلك تسبب في القلق بين كثير من الديمقراطيين الاشتراكيين، وهو أكبر حزب من يسار الوسط، والذي يدرك جيداً أن مئات الآلاف من الناس يحضرون إلى المدارس أو المستشفيات المملوكة للقطاع الخاص كل يوم.

ستيفان لوفين، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يصف نهجه بأنه واقعي وعملي، حيث يرغب في تنظيم أكثر صرامة للشركات الخاصة، ولكن دون تهديد أرباحها تماما. وفي حديثه عن المدارس المجانية، يقول “من بين أربعة آلاف مدرسة بعضها قد لا يحقق نتائج جيدة، ولكن الكثير منها يحقق ذلك. إذا حققت الشركة ربحاً قليلاً، فهل يجدر بنا إغلاقها؟ لا، القضية الرئيسية هي أنها تحقق نتائج جيدة”.