تفرض الحكومة في سيراليون حجراً صحياً واسعاً، يبدأ الأسبوع المقبل، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، في إطار مساعي تهدف لوقف انتشار فيروس “إيبولا” الذي أودى انتشاره بحياة المئات من الأشخاص، في مسعى شكك البعض في جدواه الطبية في وقف انتشار الفيروس الفتاك.
وتفرض الخطة، التي ستدخل حيز التنفيذ في 19 أيلول الجاري، على مواطني الدولة الواقعة في غرب القارة الإفريقية، البقاء في منازلهم وزيارتهم من قبل فريق من المتطوعين لعزل المصابين، وصفها وزير الاتصالات والإعلام، الحاجي ألفا كانو بأنّها “الوسيلة الأمثل لتحديد المرضى وإبعادهم من الأصحاء”.
وشكّكت منظمة “أطباء بلا حدود”، في بيان، بجدوى الخطة الحكومية في منع انتشار فيروس المرض، بالقول انّ “التدبير القسري الواسع النطاق المشابه لحجر طبي إجباري يدفع الناس للتخفي، ويهدّد الثقة بين المواطن والجهات الصحية، ويقود لتواري إصابات محتملة، وتدفع بالمرضى بعيداً عن الأنظمة الصحية”.
ويشار إلى أنّ سيراليون ليست الدولة الإفريقية الوحيدة التي تلجأ لعملية “الحجر القسري”، إذ سبقتها ليبيريا عندما فرضت عزلاً صحياً لأحد أفقر ضواحي العاصمة، منروفيا، في مسعى منها لوقف انتشار “إيبولا”، وكانت النتيجة عمليات شغب واسعة.
وعادة ما يقضي “إيبولا” على 90 في المائة من يصابون بفيروسه، الذي قد تستغرق فترة حضانته بالجسم ما بين يومان إلى ثلاثة أسابيع، وتجاوز عدد من أصيبوا به 3600 شخص منذ كانون الأول، إلا أنّه نظراً لمسارعة المرضى لتلقي علاجات طبية للمرض بمراحله الأولية، انخفض معدل الوفيات، وبلغ حتى اللحظة 1800 حالة وفاة، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.