إيلي قهوجي
تابع المتعاملون في بورصة بيروت طوال الاسبوع الماضي باهتمام وقلق التطورات التي رافقت قضية العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم الجماعات الارهابية من عرسال مطلع الشهر الماضي واقدامها على تصفية جنديين، واشتراطها للافراج عن الآخرين استجابة مطالب تحفظت عنها الحكومة اللبنانية، وخصوصا في كل ما له علاقة بمبادلتهم بموقوفين بتهم ارهابية في سجن رومية وما رافق ذلك من ممارسات للضغط عليها من اهالي الجنود المختطفين حفاظا على حياتهم. وسرعان ما ترجم ذلك مزيدا من الحذر في الاسواق المالية اللبنانية تحسبا لانزلاق الوضع في البلاد الى متاهات لا تحمد عقباها بعد المنحى المذهبي الذي اتبعه الخاطفون في هذا الملف لبث بذور الفتنة داخليا في ظل اوضاع اقليمية لا تدعو الى الاطمئنان. وجاء تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية الثلثاء الماضي للمرة الحادية عشرة منذ خلو هذا المنصب بعد 25 ايار الماضي لعدم اكتمال نصاب جلسة مجلس النواب المخصصة لهذه الغاية، والتي ارجئت الى الثلثاء 23 ايلول، ليضفي مزيدا من الضبابية على الاجواء المحيطة بالاسواق المالية مع استمرار الممارسات غير السوية لمعالجة قضايا مطلبية كتلك العائدة الى العاملين في مؤسسة كهرباء لبنان.
لذا لم يكن مستغربا ان تعاني بورصة بيروت مجددا انحسار المبادرات في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية اللبنانية المدرجة على لوائحها في كل ما يتعدى العمليات التقنية الصغيرة التي لا تتجاوز تلبية حاجات البعض من السيولة بيعا لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المتدنية المعروضة بها لاعادة ترتيب محافظه المالية العائدة اليها. في غضون ذلك، جاء غياب الصفقات الخاصة الكبيرة التي تناولت اسهم “بنك عوده” المدرجة ثم اسهم “بنك بيمو” المدرجة خلال النصف الثاني من آب والتي انعشت النشاط في البورصة حتى نهايته ليضعف كثيرا حركة التداول التي عادت الى رتابتها المعهودة مع مطلع ايلول في غياب الحوافز على الشراء كما على البيع ولو على سبيل المضاربة لكثافة الضبابية المحيطة بالوضع الداخلي والتي لا تسقط احتمالات ظهور انفراجات كما لا تستبعد حصول تدهور للاوضاع السائدة في البلاد لما يكتنفها من مخاطر اقليمية قد تتمدد محليا كلما وجدت مداخل لها.
وفي انتظار ما ستفضي اليه المعالجات الناشطة للوضع اقليميا والتي يتفاعل معها الوضع الداخلي، انهت بورصة بيروت الاسبوع الماضي كما بدأته في أجواء حذر وترقب ضغطت على النشاط فيها كما على اتجاه الاسعار، وخصوصا في قطاع المصارف وتحديدا اسعار الاسهم التي تناولتها الصفقات الخاصة في النصف الثاني من آب بقيادة تلك العائدة الى “بنك عوده” المدرجة التي تراجعت الاسبوع الماضي من 6,27 دولارات للسهم الواحد الى 6,01 دولارات قبل ان تقفل في نهايته بـ6,09 دولارات (ناقص 2,88 في المئة) وقت تراجعت اسعار اسهمه التفضيلية – E من 100,70 دولار الى 100,50 (ناقص 0,20 في المئة) واستقرت اسعار شهادات الايداع العائدة اليه على 6,30 دولارات مع تلك العائدة الى “بنك لبنان والمهجر” على 9,35 دولارات واسهمه المدرجة على 8,75 دولارات وقت ارتفعت اسعار اسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,62 دولار الى 1,64 (زائد 1,23 في المئة) واسعار اسهم “بنك بيروت” التفضيلية – I من 25,60 دولارا الى 25,70 (زائد 0,39 في المئة) وتراجعت اسعار اسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية بفئتيها 2008 و2009 من 100,50 دولار الى 100,10 (ناقص 0,40 في المئة). وجرى ذلك في سوق هزيلة نسبيا تبودل فيها ما مجموعه 216213 صكا قيمتها 1,901,740 دولارا ونسبتها 54,14 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة، في مقابل تداول ما مجموعه 3,327,399 صكا قيمتها 12,521،131 دولارا ونسبتها 88,36 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في الاسبوع الذي سبقه.
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري ظل النشاط على حاله بتبادل ما مجموعه 127088 سهما من اسهم “سوليدير” بفئتيها “أ” و”ب” قيمتها 1,592,413 دولارا ونسبتها 45,32 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة الاسبوع الماضي، في مقابل تداول ما مجموعه 118925 سهما من الفئتين قيمتها 1,497,498 دولارا ونسبتها 10,56 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في الاسبوع الذي سبقه.
في غضون ذلك، تقلبت اسعار اسهم هذه الشركة كثيرا بين اعلى على 12,75 دولارا وادنى على 12,44 دولارا الى ان اقفلت الفئة “أ” الجمعة 5 ايلول بـ12,56 دولارا في مقابل 12,62 الجمعة 29 آب الماضي (ناقص 0,48 في المئة) والفئة “ب” بـ12,61 دولارا في مقابل 12,52 (زائد 0,71 في المئة) في الفترة عينها.
وتبعا لذلك، ومع اخذ تراجع اسعار اسهم “هولسيم” المنتجة للاسمنت من 15,00 دولارا الى 14,50 (ناقص 3,34 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية على 1187,55 نقطة الاسبوع الماضي في مقابل 1193,10 نقطة في الاسبوع الذي سبقه اي بتراجع مقداره 5,55 نقاط ونسبته 0,47 في المئة، في سوق هزيلة لغياب الصفقات الخاصة الكبيرة عنها، اذ تبودل فيها ما مجموعه 344614 صكا قيمتها 3,513,192 دولارا، في مقابل تداول ما مجموعه 3,456,537 قيمتها 14,171,758 دولارا في الفترة عينها، اي بتراجع نسبته 90,04 في المئة عددا و75,21 في المئة قيمة.
