محمد صالح
تشهد أحياء في صيدا والمدينة القديمة تحركات متواصلة واعتصامات للأهالي والسكان احتجاجا على شح المياه والقطع المتمادي للتيار الكهربائي.
وينذر هذا الوضع بتحركات شعبية أوسع وأشمل من اعتصام هنا وقطع طريق هناك في المدينة بالاطارات المشتعلة كما حصل أخيرا، عند تقاطع احدى المستديرات على البوليفار الرئيسي في المدينة الذي يربط صيدا بكل محيطها الجنوبي والشرقي والشمالي، احتجاجا على شح المياه المتواصل عن البيوت، وانقطاعها عن الأحياء منذ أكثر من عشرة أيام، ووصول التقنين بالتيار الكهربائي الى مدى غير مسبوق أي ساعتي تغذية فقط كل 24 ساعة.
ترافق هذا الوضع مع حدث مأساوي شهدته المدينة أخيراً، إذ توفيت المواطنة سناء ابو العينين بعدما تعرضت لصعقة كهربائية وهي تحاول تأمين المياه لمنزلها في نزلة صيدون ـ محلة الاسكندراني في صيدا، وقد نقلت الى المستشفى، إنما ما لبثت ان فارقت الحياة وهي في العقد الرابع من عمرها. وتجمع أهلها وسكان الحي أمام المستشفى، مستنكرين إهمال المسؤولين وعدم مبالاتهم أو مبادرتهم لحل أزمة تأمين المياه والكهرباء المستمرة.
ويؤكد عدد من الاهالي ان كل الوعود التي أعطيت لهم من قبل المسؤولين في المدينة بتحسين ساعات التغذية، وانعكاس ذلك ايجابا على المياه، لم يتحقق شيءٌ منها، إذ لم تترجم على الارض، وبقيت المياه على حالها في شح متواصل، والكهرباء من دون تحسن يذكر.
في المقابل، دعا الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد بعد لقائه وفدا من الاهالي المحتجين إلى تنظيم تحركات شعبية في صيدا، للضغط على المسؤولين لوضع حد لاستفحال التدهور في أوضاع الماء والكهرباء، ومن أجل المباشرة بمعالجة جدية لأوضاع هذين القطاعين المهمين لحياة المواطنين.
وأعرب سعد عن تعاطفه مع التحركات العفوية الاحتجاجية على قطع المياه والكهرباء، داعيا المحتجين إلى توجيه تحركاتهم نحو المؤسسات والشخصيات المعنية والمسؤولة، عوضاً عن اللجوء إلى قطع الشوارع وإحراق الدواليب.
وسأل: «أليس من واجبات المحافظ، والبلدية، والنواب التحرك لمنع قطع المياه والكهرباء عن المدينة؟ أليس من واجباتهم أيضاً الضغط على الوزراء والمسؤولين المعنيين لمنع تكرار القطع واستمراره؟».
وقال سعد: «إن قطع المياه عن صيدا بشكل متواصل، لمدة تزيد على الأسبوع، إضافة إلى التقنين المضاعف للتيار الكهربائي، هو جريمة تستحق أكثر من الإدانة والاستنكار، لأنه يشير إلى الاستهتار بحقوق المواطنين وحياتهم، كما يدل على الإهمال والفساد الذي انحدر إليه المسؤولون المعنيون في الدولة».
من جهتها، أجرت النائبة بهية الحريري اتصالات شملت كلا من المدير العام لـ«مؤسسة كهرباء لبنان» المهندس كمال الحايك ورئيس «مؤسسة مياه لبنان الجنوبي» المهندس أحمد نظام، واطلعت منهما على واقع التغذية بالنسبة لمدينة صيدا ومنطقتها وسبل تحسينها، وتسريع الحلول الكفيلة بتأمين حق المدينة الطبيعي في الكهرباء والمياه. وتبلغت الحريري ان الأزمة ستبدأ بالانفراج تباعا، وذلك بعد ان تتم اعادة ربط محول الزهراني الجديد بالشبكة الرئيسية للكهرباء، لتأمين اعادة انتظام التيار طبيعيا، وانتظام عمل مضخات مياه الشفة من الآبار الرئيسية في المدينة كالمعتاد.
