كشفت مصادر قريبة من “حزب الله” عن معارك عنيفة دارت بين مقاتلين من الحزب ومسلحين من الإرهابيين بُعيد ذبح الجندي في الجيش اللبناني عباس مدلج، وإمتدت ليلاً في جرود اللبوة وجرود عرسال.
المصادر، وفي تصريح لصحيفة “الراي” الكويتية، اشارت الى ان “حزب الله” إنهمك طوال الليل في تهدئة القرى البقاعية (الشيعية) تفادياً للوقوع في فخ داعش، وذلك عبر تطويق التوترات ومنْعها من التحول الى صراع مذهبي إنتقاماً لذبْح مدلج، إبن منطقة البقاع، مشيرة الى لقاءات ليلية طويلة وكثيفة عُقدت مع مسؤولي الحزب في مناطق البقاع لمنْع ردات الفعل والحؤول دون تفاقمها او تحوّلها معركة بين قرى البقاع (شيعية وسنية) ، ولافتة الى انه داخل سجن رومية توتّرت الأجواء بين السجناء، إذ كان بعضهم ينوي الإنتقام للجندي اللبناني المذبوح.
وأخذت المصادر على الحكومة اللبنانية عجزها عن القيام بأي حلّ، قائلة: “إنها لا تريد الإنصياع لرغبات الخاطفين ولا تحرّك ساكناً في الوقت عيْنه، وخصوصاً بعد مقتل الجندي الثاني والحبل على الجرار”.
واعتبرت ان قوى 14 اذار لا تريد تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق موقوفين إسلاميين في سجن رومية، والحكومة والوزراء يتخاذلون حيال الامر، وكذلك الراغبون في الوصول الى رئاسة الجمهورية.
ولفتت المصادر الى ان الاجواء المستجدة ستنعكس سلباً على السوريين الموجودين في لبنان، ليس فقط عبر تضييق الخناق عليهم بل لأن الخوف بدأ ينتشر في صفوفهم، الأمر الذي سيخفض عددهم بسبب شعور العداء الذي بدأ يتعاظم تجاههم من غالبية اللبنانيين.
ورأت المصادر ان الحل هو في ان تنأى الحكومة اللبنانية عن حساباتها السياسية الضيّقة، لأنه اذا لم تلجأ الى إعدام الاسلاميين الصادرة بحقهم أحكام إعدام، فالبلاد ستكون أمام خطر التقسيم، ويَتحقّق لداعش ما لم تستطع الحرب الاهلية تحقيقه على مدى 15 عاماً، لافتة الى ان لا طائل من قطع الطرق وحرْق الدواليب، فهذه الأساليب لن توصل الى اي نتيجة، وتالياً على الحكومة المواجهة او ترْك المجال لمَن يستطيع ان يحمي البلاد من حرب طائفية.